النفط يرتفع بدعم من العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو

ارتفاع أسعار النفط الخام في ختام تعاملات الجمعة الماضية

أنهت أسعار النفط الخام تعاملات يوم الجمعة على ارتفاع ملحوظ، مدعومة بإعلان الاتحاد الأوروبي عن حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، ما عزز من مخاوف الأسواق بشأن الإمدادات، ودفع الأسعار لتحقيق مكاسب تجاوزت ا بالمئة

أداء النفط في الأسواق

وخلال تداولات الجمعة، صعدت العقود الآجلة لخام برنت – تسليم سبتمبر – بنسبة 1.27% لتغلق عند 70.40 دولاراً للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي – تسليم أغسطس – بنسبة 1.54% لتسجل 68.58 دولاراً للبرميل

أبرز المحركات وراء الصعود

تبنّى الاتحاد الأوروبي رسمياً الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي وصفتها كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، بأنها من بين “أقوى” الإجراءات التي تم فرضها حتى الآن. وتركز العقوبات الجديدة على قطاعات حيوية في الاقتصاد الروسي، بما في ذلك الصناعات العسكرية والنفطية والمالية، كما شملت حظر استخدام خطوط أنابيب نورد ستريم، وخفض سقف أسعار النفط الروسي ضمن اتفاق مجموعة السبع، بالإضافة إلى استهداف أكبر مصفاة تابعة لشركة “روسنفت” في الهند

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتعثر فيه مفاوضات السلام، فيما يترقب المستثمرون قرارات محتملة من الولايات المتحدة بشأن فرض عقوبات إضافية، بعدما هدد الرئيس دونالد ترامب باتخاذ إجراءات ضد مشتري النفط الروسي في حال فشل موسكو في التوصل إلى اتفاق سلام خلال 50 يوماً

عوامل جيوسياسية تدعم الأسعار

تلقت الأسعار دعماً إضافياً بعد التقارير حول استمرار الهجمات بالطائرات المسيّرة على حقول النفط في إقليم كردستان العراق، التي نُسبت إلى ميليشيات مدعومة من إيران. ورغم هذه التهديدات، أعلنت الحكومة العراقية عن اتفاق لاستئناف تصدير النفط الخام من كردستان إلى تركيا بعد توقف دام عامين، في خطوة تُعد مؤشراً على تقدم المحادثات بين بغداد وأربيل، رغم عدم صدور تأكيد رسمي من حكومة الإقليم حتى الآن

وفي سياق متصل، تواصل التوترات الإقليمية، لا سيما المواجهات بين إسرائيل وسوريا، إثارة القلق بشأن استقرار الإمدادات في الشرق الأوسط، مما يزيد من تقلبات السوق ويدعم الأسعار

موقف أوبك وتوقعات السوق

من جانبها، أبقت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2025 و2026 دون تغيير، معربة عن تفاؤلها بانحسار التوترات التجارية العالمية خلال الفترة المقبلة. ورغم أن إنتاج أوبك+ تجاوز التوقعات مؤخراً، فإن استمرار المخاوف الجيوسياسية والعقوبات الغربية يبقيان الضغط التصاعدي على الأسعار قائماً