النفط يتراجع مع تصاعد التوترات التجارية وتراجع مفاجئ في مخزونات الخام الأميركية

النفط يتراجع وسط ضبابية الرسوم الجمركية الأميركية وتراجع غير متوقع في المخزونات

تراجعت أسعار النفط الخام خلال تعاملات يوم الأربعاء، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن التوترات التجارية العالمية وتأثير الرسوم الجمركية الأميركية المحتملة، وذلك رغم تمسّك تحالف “أوبك+” بتوقعاته الإيجابية بشأن الطلب العالمي على الخام، رغم الارتفاع الأخير في مستويات الإنتاج.

أداء الخام

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر بنسبة 0.8% لتستقر عند 68.15 دولارًا للبرميل، فيما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% إلى مستوى 65.87 دولارًا للبرميل.

وتأتي هذه التراجعات استكمالًا لموجة هبوط بدأت في مطلع الأسبوع، حيث فقدت أسعار الخام نحو 3% خلال أول يومين من التداول، مدفوعة بعدم اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراءات فورية ضد روسيا، مع منحه موسكو مهلة مدتها 50 يومًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقالت “ING” في مذكرة تحليلية إن غياب أي خطوات عقابية فورية من جانب الولايات المتحدة بعد التصريحات الأخيرة لترامب أعاد الأنظار مجددًا إلى احتمالات حدوث فائض في المعروض النفطي خلال الأشهر المقبلة.

توترات تجارية تضغط على الأسعار

تزايدت الضغوط على أسعار النفط أيضًا بفعل تصعيد تجاري جديد، إذ هدّد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي بدءًا من 1 أغسطس المقبل، وهو ما اعتبره مسؤولون أوروبيون تصعيدًا غير مقبول، يُنذر بتوقف الحركة التجارية الطبيعية بين اثنين من أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم.

وردًا على تلك التهديدات، تستعد المفوضية الأوروبية للرد بفرض رسوم جمركية على منتجات أميركية بقيمة تصل إلى 84.1 مليار دولار (72 مليار يورو) في حال فشل المفاوضات الجارية بين الطرفين.

ويثير هذا التصعيد مخاوف الأسواق من تأثير تلك الإجراءات على وتيرة التضخم والنمو الاقتصادي العالمي، ما قد ينعكس سلبًا على مستويات الطلب على النفط خلال الفترة المقبلة.

بيانات المخزونات الأميركية

في المقابل، أظهرت بيانات رسمية صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء، تراجعًا غير متوقع في مخزونات النفط الخام الأميركية للأسبوع المنتهي في 11 يوليو، حيث انخفضت المخزونات بنحو 3.9 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره 1.8 مليون برميل فقط.
ويأتي هذا الانخفاض بعد زيادة حادة بلغت 7.1 مليون برميل سُجلت في الأسبوع السابق.

ورغم أن تراجع المخزونات يُعد عاملًا داعمًا للأسعار عادةً، إلا أن تأثيره هذه المرة جاء محدودًا بفعل استمرار الضغوط الناتجة عن المخاوف الاقتصادية والتجارية