النفط يتراجع لأدنى مستوى في شهرين بسبب الغموض المحيط بمحادثات واشنطن وموسكو

النفط يهبط لأدنى مستوى في 8 أسابيع وسط غموض بشأن العقوبات الأمريكية على روسيا

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الأربعاء بنحو 1%، لتسجل أدنى مستوياتها في ثمانية أسابيع، متأثرة بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إحراز تقدم في المحادثات مع موسكو، ما أثار حالة من الغموض بشأن ما إذا كانت واشنطن ستُقدِم على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.

أداء النفط في جلسة الأربعاء

هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 75 سنتًا أو بنسبة 1.1% لتستقر عند 66.89 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 81 سنتًا أو بنسبة 1.2% ليغلق عند 64.35 دولارًا للبرميل.
ويمثل هذا الانخفاض خامس خسارة يومية متتالية لكل من الخامين، حيث سجل برنت أدنى مستوى إغلاق له منذ 10 يونيو، فيما سجّل خام غرب تكساس أدنى إغلاق منذ 5 يونيو.

توتر في العلاقات التجارية

شهدت الأسعار مكاسب محدودة في وقت سابق من الجلسة، بعد توقيع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات الهند، مبررًا ذلك باستيراد نيودلهي للنفط الروسي بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجديدة حيز التنفيذ بعد 21 يومًا من إصدار القرار في 7 أغسطس.

وتُعد الهند، إلى جانب الصين، من كبار المشترين للنفط الروسي، ما يجعل هذه الخطوة ذات تأثير محتمل على التوازن في سوق الطاقة. ويرى محللون أن الإطار الزمني لتطبيق الرسوم، إلى جانب المحادثات الجارية بين موسكو وواشنطن حول وقف إطلاق النار قبل المهلة التي حددها ترامب في 8 أغسطس، يُضفي مزيدًا من الغموض على المشهد الجيوسياسي والأسواق.

تصريحات ترامب تُربك السوق

وفي السياق ذاته، صرح ترامب بأن مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، أحرز “تقدمًا كبيرًا” في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط استعدادات أمريكية لفرض حزمة جديدة من العقوبات الثانوية يوم الجمعة. وقال ترامب: “الجميع متفقون على ضرورة إنهاء هذه الحرب، وسنعمل على ذلك خلال الأيام والأسابيع المقبلة”، دون الخوض في تفاصيل إضافية.

ويُنظر إلى روسيا، كونها ثاني أكبر منتج للنفط عالميًا، على أنها لاعب محوري في سوق الطاقة، وأي تخفيف للعقوبات قد يمكّنها من زيادة صادراتها النفطية، مما يعزز المعروض ويضغط على الأسعار.

عوامل أخرى تضغط على السوق

عززت خطة تحالف “أوبك+” لزيادة الإمدادات من الضغوط الهبوطية على الأسعار خلال الأيام الماضية، بحسب ما ذكره عدد من المحللين. كما أشار مصدر حكومي إلى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سيزور الصين للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات، في إشارة إلى احتمال تقارب دبلوماسي بين بكين ونيودلهي في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

وفي المقابل، أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، عن رفع أسعار بيع الخام إلى الأسواق الآسيوية لشهر سبتمبر، للشهر الثاني على التوالي، بدعم من شح المعروض وارتفاع الطلب في المنطقة.

بيانات المخزونات الأمريكية تدعم الأسعار

تلقت الأسواق دعمًا محدودًا من بيانات المخزونات الأمريكية، حيث أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام تراجعت بمقدار 3 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس، وهو انخفاض يفوق توقعات المحللين البالغة 0.6 مليون برميل، لكنه جاء دون تقديرات معهد البترول الأمريكي التي أشارت إلى تراجع قدره 4.2 مليون برميل