النفط يتراجع بفعل الحذر في الأسواق قبيل نتائج المحادثات الأمريكية الصينية وبيانات المخزون

تراجع أسعار النفط وسط ترقّب للمحادثات التجارية بين واشنطن وبكين

سجلت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مع ترقّب الأسواق لنتائج المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي يُتوقع أن يكون لها تأثير ملحوظ على الاقتصاد العالمي، لا سيما في ما يتعلق بحجم الطلب على الطاقة

أداء النفط الخام

انخفض خام برنت القياسي خلال جلسة أمس بمقدار 17 سنتًا أو ما يعادل 0.25% ليغلق عند 66.87 دولارًا للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ 31 سنتًا أو 0.47% ليسجّل 64.98 دولارًا للبرميل

عوامل الضغط على السوق

أشار وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، إلى أن المحادثات مع الصين تسير في اتجاه إيجابي، حيث تواصل الوفود المفاوضة اجتماعاتها لليوم الثاني في العاصمة البريطانية لندن، في محاولة لحل الخلافات بشأن ضوابط التصدير بين الجانبين

تطورات المعروض النفطي

وعلى صعيد الإمدادات، كشفت بيانات تخصيصات الشحن للمصافي الصينية أن شركة “أرامكو” السعودية تعتزم تصدير نحو 47 مليون برميل من النفط إلى الصين خلال يوليو المقبل، وهو ما يُعد انخفاضًا بمقدار مليون برميل مقارنة بشهر يونيو، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”

واعتبر هاري تشيلينغيريان، رئيس قسم الأبحاث في “Onyx Capital”، أن هذا التراجع قد يُعد مؤشرًا مبكرًا على أن تخفيف قيود الإنتاج من جانب تحالف “أوبك+” قد لا يقود إلى زيادات كبيرة في الإمدادات

وكان التحالف، الذي يضخ قرابة نصف الإنتاج العالمي من النفط، قد أعلن عن زيادة تدريجية في الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا خلال يوليو، مواصلًا بذلك سياسة التخفيف التدريجي للقيود الإنتاجية للشهر الرابع على التوالي

لكنّ مسحًا أجرته “رويترز” أظهر أن هذه الزيادة لم تكن ملموسة فعليًا في مايو، حيث خفّضت العراق – ثاني أكبر منتج في “أوبك” – إنتاجها دون الحصة المقررة، في حين جاءت الزيادات في السعودية والإمارات أقل من المستويات المتفق عليها

التوترات الجيوسياسية تضيف مزيدًا من الضبابية

على الجانب الجيوسياسي، أفادت مصادر رسمية إيرانية بأن طهران تعتزم تقديم مقترح مضاد للعرض الأمريكي بشأن الاتفاق النووي، وسط استمرار الخلافات حول ملف تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية

وتُعد إيران ثالث أكبر منتج في “أوبك”، وأي تخفيف محتمل للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها قد يُمهّد لزيادة صادراتها النفطية، وهو ما قد يُشكّل ضغطًا نزوليًا على الأسعار

في المقابل، أعلنت المفوضية الأوروبية عن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي تستهدف قطاع الطاقة والعائدات المصرفية والصناعة العسكرية. وتأتي هذه العقوبات في وقت تُعد فيه روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالميًا بعد الولايات المتحدة، ما يعني أن أي تصعيد إضافي في العقوبات قد يُقيّد تدفقات الخام الروسي ويُسهم في دعم الأسعار عالميًا