المعدن النفيس يتجاوز مستويات قياسية تاريخية وسط رهانات متزايدة على خفض أسعار الفائدة الأمريكية

الذهب يواصل تسجيل مستويات قياسية ويتجاوز حاجز 3800 دولار لأول مرة على الإطلاق

ارتفعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء لتسجل قفزة قياسية جديدة، بدعم من التدفقات القوية نحو الملاذات الآمنة وسط الضبابية الجيوسياسية العالمية، إضافة إلى تنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

وخلال التداولات، تجاوز الذهب مستوى 3800 دولار للأونصة للمرة الأولى تاريخيًا، في حين ظلت المؤشرات الاقتصادية والمالية تسلط الضوء على الضغوط التي تدعم استمرار هذا الاتجاه الصعودي.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بنسبة 0.2%، فيما استقر الدولار دون تغييرات ملحوظة. وبحلول الساعة 19:33 بتوقيت غرينتش انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى 97.2 نقطة، بعد أن سجل مستوى أعلى عند 97.4 نقطة وأدنى عند 97.2 نقطة.

في المقابل، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البنك المركزي يواجه “وضعًا معقدًا” يتمثل في تسارع محتمل للتضخم يقابله ضعف في نمو الوظائف، وهو ما يثير القلق بشأن متانة سوق العمل. وأوضح في كلمة أمام غرفة تجارة بروفيدنس بولاية رود آيلاند أن المخاطر المتزايدة المرتبطة بالتوظيف غيرت ميزان المخاطر في تحقيق أهداف السياسة النقدية، مضيفًا أن الموقف الحالي – الذي وصفه بأنه مقيد بشكل معتدل – يمنح الفيدرالي القدرة على الاستجابة لأي تطورات محتملة. كما أشار إلى أن أسعار الأصول، بما في ذلك الأسهم الأميركية، مرتفعة إلى حد كبير وفق عدة مقاييس، لكنه استبعد أن يشكل ذلك تهديدًا مباشرًا للاستقرار المالي.

التوقعات النقدية
لا يزال المستثمرون يتوقعون خفضًا إضافيًا للفائدة خلال شهري أكتوبر وديسمبر، بعد أن أقدم الفيدرالي مطلع الشهر الجاري على خفض بمقدار 25 نقطة أساس. وتترقب الأسواق بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المقياس المفضل للبنك المركزي لمتابعة التضخم، والتي ستصدر يوم الجمعة لتحديد مسار السياسة المقبلة.

التطورات الجيوسياسية ودور الطلب الاستثماري
على الصعيد الدولي، صعّد حلف شمال الأطلسي لهجته تجاه موسكو محذرًا من أنه سيلجأ إلى “جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية” للدفاع عن أعضائه بعد انتهاك روسيا المجال الجوي لإستونيا، واصفًا الخطوة بأنها جزء من “سلوك غير مسؤول متزايد”.

من جهته، أشار بنك كومرتس بنك في مذكرة بحثية إلى أن قوة الطلب الاستثماري عبر صناديق المؤشرات المتداولة، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة والمخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي والتوترات الجيوسياسية، تمثل عاملاً داعمًا لاستمرار مكاسب الذهب.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة أن البنك المركزي الصيني يستخدم بورصة شنغهاي للذهب كأداة لدفع البنوك المركزية في الدول الصديقة إلى شراء السبائك وتخزينها داخل الأراضي الصينية، ما يعزز من مركز الصين في سوق المعدن النفيس