الذهب يواصل صعوده متجاوزاً 1% ويحقق ذروة جديدة في خمسة أسابيع

ارتفاع أسعار الذهب بدعم من تراجع الدولار وعوائد السندات الأمريكية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مستفيدة من انخفاض مؤشر الدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، الأمر الذي عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد الضبابية المحيطة بالمشهد التجاري العالمي.

تحركات الذهب في السوق

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1% ليصل إلى 3,428.84 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 2:10 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (18:10 بتوقيت غرينتش)، مسجلًا أعلى مستوى له منذ 16 يونيو الماضي.
كما صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم الولايات المتحدة بنسبة 1.1% لتُسجّل 3,443.70 دولارًا للأونصة.

أبرز المحركات وراء ارتفاع الذهب

شهد مؤشر الدولار الأميركي تراجعًا بنسبة 0.5% إلى مستوى 97.4 نقطة بحلول الساعة 20:38 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس أعلى مستوى له عند 97.9 نقطة وأدنى مستوى عند 97.3 نقطة. ويؤدي ضعف الدولار إلى تعزيز الطلب على الذهب المُسعّر بالعملة الأميركية، إذ يصبح أقل تكلفة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.

في الوقت ذاته، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين، ما زاد من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً، خصوصاً في بيئة انخفاض العوائد على الأصول المنافسة.

التوترات التجارية تدفع الذهب للصعود

ساهمت حالة الترقب وعدم اليقين المرتبطة بالمفاوضات التجارية العالمية، لا سيما بين الولايات المتحدة وكل من الصين والاتحاد الأوروبي، في تعزيز الطلب على الأصول الآمنة.
وصرّح جيم ويكوف، كبير المحللين في Kitco Metals، بأن “التوترات التجارية المستمرة تدفع المستثمرين نحو الذهب كخيار تحوطي وسط مخاطر متزايدة”.

في هذا السياق، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إنه يعتزم لقاء نظيره الصيني الأسبوع المقبل، ما يعزز احتمالات تأجيل الموعد النهائي المفترض في 12 أغسطس لبدء تطبيق رسوم جمركية جديدة.
وأضاف بيسنت أن الولايات المتحدة تستعد للإعلان عن مجموعة من الاتفاقيات التجارية مع دول مختلفة، بينما تدرس بروكسل فرض تدابير تجارية مضادة على واشنطن مع تعثر المحادثات التجارية الثنائية.

ترقب لسياسات الاحتياطي الفيدرالي

يترقب المستثمرون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل، وسط ترجيحات بتثبيت أسعار الفائدة، في وقت لا تستبعد فيه الأسواق حدوث خفض للفائدة خلال اجتماع أكتوبر. ويُعد الذهب من أبرز المستفيدين من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، نظرًا لتراجُع تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول المدرة للعوائد.

في جانب السياسة النقدية، أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أنه لا يرى مبرراً في الوقت الراهن لاستقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، رغم دعوات سابقة لمراجعة أداء المؤسسة.
بدورها، شددت نائبة رئيس الفيدرالي ميشيل بومان على أهمية استقلالية البنك المركزي، في ظل تصاعد الضغوط السياسية من الرئيس دونالد ترامب الذي يطالب بخفض أكبر في معدلات الفائدة لتحفيز النمو الاقتصادي