الذهب ينخفض بشكل حاد متكبدًا أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ عام 2013.

تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد خلال تعاملات الثلاثاء، لتتجه نحو تسجيل أكبر خسارة يومية في خمس سنوات، مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح بعد موجة صعود قياسية دفعت المعدن النفيس إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة في الجلسة السابقة. جاء هذا التراجع مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار التحول في شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.

تداولات الذهب
خلال جلسة الثلاثاء، انخفض الذهب الفوري بنسبة 5.5% ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوع عند 4,115.26 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 01:45 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (17:45 بتوقيت غرينتش). كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 5.7% لتغلق عند 4,109.10 دولارًا للأوقية، مسجلة أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ 20 يونيو 2013.

العوامل المؤثرة على الأسعار
كان المعدن الأصفر قد بلغ قمة تاريخية عند 4,381.21 دولارًا يوم الاثنين، بعد مكاسب تجاوزت 60% منذ بداية العام، مدعومًا بموجة من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وتنامي رهانات خفض الفائدة الأمريكية، إلى جانب استمرار مشتريات البنوك المركزية العالمية.
وقال تاي وونغ، تاجر المعادن المستقل، إن “المستثمرين اعتادوا شراء أي تراجع في أسعار الذهب حتى الأمس، لكن الارتفاع الكبير في مستويات التقلبات عند القمم الأخيرة يدفع إلى الحذر، وقد يشجع على عمليات تصحيح وجني أرباح على المدى القصير”.

في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4%، مما جعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. كما ساهم تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية هذا الأسبوع في زيادة الضغط على المعادن النفيسة، مع تحول بعض المستثمرين نحو الأسهم والأصول ذات العوائد.
وأشار محللو “سيتي بنك” في مذكرة بحثية إلى أن “انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي الحالي، إلى جانب احتمالات الإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وبكين، قد يسهم في تهدئة تقلبات السوق واستقرار أسعار الذهب خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.

التطلعات المقبلة
يترقب المتعاملون في الأسواق بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر سبتمبر، والمقرر صدورها يوم الجمعة بعد تأجيلها بسبب الإغلاق الحكومي، وسط توقعات بارتفاع المؤشر بنسبة 3.1% على أساس سنوي. كما تتجه الأنظار إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، حيث تشير التقديرات إلى خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
ويُذكر أن الذهب، باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا، غالبًا ما يستفيد من بيئة الفائدة المنخفضة التي تقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته، ما قد يحد من خسائره الأخيرة في حال تأكدت هذه التوقعات