الذهب يمدد موجة الهبوط بفعل عمليات جني الأرباح قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة.

تراجع الذهب قبل بيانات التضخم الأمريكية مع استمرار عمليات جني الأرباح
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات الأربعاء، لتسجل أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، مواصلة خسائرها الحادة بعد الانهيار المفاجئ في الجلسة السابقة الذي كان الأكبر منذ خمس سنوات. وجاء هذا التراجع في ظل موجة مكثفة من جني الأرباح، قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة هذا الأسبوع والتي من المتوقع أن تؤثر على مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

تداولات الذهب
انخفض الذهب الفوري بنسبة 1.7% إلى مستوى 4054.34 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 01:42 بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:42 بتوقيت غرينتش)، بعد أن كان قد صعد في وقت سابق من الجلسة إلى 4161.17 دولارًا. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 1.1% لتغلق عند 4065.40 دولارًا للأوقية.

العوامل الأساسية المحركة للأسعار
رغم الخسائر الأخيرة، لا يزال الاتجاه العام للذهب صاعدًا منذ بداية العام، بعدما سجل سلسلة من القمم التاريخية وقفز بنسبة 57% منذ مطلع 2025. ويُعزى هذا الأداء القوي إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، واستمرار حالة الغموض الاقتصادي العالمي، وتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، إلى جانب التدفقات الكبيرة إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب.
وكان المعدن النفيس قد شهد الثلاثاء انخفاضًا حادًا بنسبة 5.3%، بعد أن بلغ مستوى قياسيًا جديدًا عند 4381.21 دولارًا للأوقية في الجلسة السابقة. ويرى المحللون أن هذا التراجع كان نتيجة طبيعية لعمليات جني أرباح بعد الارتفاع الحاد في الأسابيع الماضية، خاصة مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية.

التحليل الفني والتوقعات
من الناحية الفنية، يظل الذهب مدعومًا بمتوسطه المتحرك لـ21 يومًا عند مستوى 4005 دولارات للأوقية، وهو ما يبقي الاتجاه الصاعد قائمًا ما لم يتم كسره بشكل واضح. ويتوقع محللون أن يستقر المعدن النفيس مؤقتًا ضمن نطاق عرضي حتى تتضح نتائج بيانات التضخم.

التطورات الجيوسياسية
على الصعيد السياسي، أعلنت روسيا أنها تواصل التحضير لاحتمال عقد قمة تجمع الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، فيما يترقب المستثمرون اللقاء المحتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، وسط آمال في تحقيق تقدم بالعلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

التوقعات المستقبلية
بحسب تقديرات محللي الأسواق، تبقى النظرة طويلة الأجل للذهب إيجابية حتى عام 2026، إذ يُتوقع أن تكون مرحلة التصحيح الحالية قصيرة الأجل، يعقبها استقرار نسبي قبل استئناف الاتجاه الصاعد مدعومًا بالعوامل نفسها التي قادت الارتفاعات التاريخية هذا العام.

بيانات مرتقبة وتأثيرها المحتمل
تتجه أنظار المستثمرين إلى تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) المقرر صدوره يوم الجمعة بعد تأجيله بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، وسط توقعات بثبات معدل التضخم الأساسي عند 3.1% في سبتمبر. وتشير تسعيرات الأسواق إلى أن احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل باتت شبه مؤكدة.
ويُذكر أن الذهب، بصفته أصلًا لا يدر عائدًا، يستفيد عادة من بيئة الفائدة المنخفضة نظرًا لتراجع تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول المدرة للعائد