الذهب يصعد بعد بيانات التضخم التي عززت الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية

ارتفعت أسعار الذهب في نهاية الأسبوع الماضي بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متوافقة مع التقديرات، الأمر الذي عزز توقعات الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيواصل مسار خفض أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام.

في تعاملات الجمعة، صعد الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 3,778.62 دولار للأونصة بحلول الساعة 01:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:30 بتوقيت غرينتش)، بعد أن لامس في وقت سابق من الأسبوع مستوى قياسياً عند 3,790.82 دولار. وبذلك أنهى المعدن النفيس الأسبوع على مكاسب تقارب 2.5%. أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر فأغلقت مرتفعة بنسبة 1% عند 3,809 دولارات.

البيانات الاقتصادية شكلت المحرك الأساسي للتداولات، حيث أظهرت أرقام مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أغسطس ارتفاعاً بنسبة 2.7% على أساس سنوي، بما يتماشى مع التوقعات. في الوقت نفسه، جاءت بيانات الدخل والإنفاق الشخصي أعلى بشكل طفيف من التقديرات، غير أن هذه المستجدات لم تغير من رهانات الأسواق على خفض جديد للفائدة قد يتم في اجتماع أكتوبر. وتترقب الأسواق عن كثب تصريحات مسؤولي الفيدرالي، ومن بينهم توماس باركين رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، ونائبة رئيسة الفيدرالي ميشيل بومان، بحثاً عن مؤشرات إضافية بشأن السياسة النقدية المقبلة.

الذهب استمد دعماً إضافياً من تراجع مؤشر الدولار الذي انخفض بنسبة 0.4% إلى 98.1 نقطة بحلول الساعة 20:04 بتوقيت غرينتش، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر لحائزي العملات الأخرى. كما ساهمت التطورات التجارية في تعزيز الطلب على الملاذات الآمنة، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية تشمل الأدوية والشاحنات والأثاث المستورد، إضافة إلى رسوم بنسبة 100% على جميع واردات الأدوية، بدءاً من الأول من أكتوبر. هذه القرارات رفعت منسوب القلق بشأن تباطؤ النمو العالمي، وأدت إلى موجة عزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية.

وبذلك يظل الذهب مدعوماً من بيئة اقتصادية يسودها مزيج من التوقعات بخفض الفائدة وتصاعد التوترات التجارية، وهو ما يعزز مكانته كملاذ آمن تقليدي في مواجهة التقلبات