الذهب يحقق مستوى قياسيًا مع اضطراب الأسواق بفعل رسوم ترامب الجمركية وتزايد العزوف عن المخاطرة

ارتفاع قياسي لأسعار الذهب وسط تصاعد التوترات التجارية

قفزة تاريخية في أسعار الذهب
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا، متجاوزة حاجز 3100 دولار للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق يوم الخميس. جاء هذا الصعود بدعم من زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات السيارات، مما شكل تصعيدًا جديدًا في سياساته التجارية.

أداء الذهب في الأسواق
شهدت تعاملات يوم الخميس ارتفاع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.2% ليصل إلى 3056.60 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 5:24 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بعد تسجيله مستوى قياسيًا بلغ 3059.30 دولارًا. كما ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر مايو بنسبة 1.5% لتغلق عند 3099.20 دولارًا للأونصة، بعد أن لامست مستوى 3102 دولارًا خلال الجلسة.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب
أثارت الرسوم الجمركية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في 3 أبريل موجة من تجنب المخاطرة في الأسواق العالمية، مما أدى إلى خسائر فادحة في أسواق الأسهم، خاصة وول ستريت والأسواق الآسيوية. وفي ظل هذه التقلبات، رفعت جولدمان ساكس توقعاتها لسعر الذهب لعام 2025، مشيرةً إلى طلب قوي من البنوك المركزية وتدفقات متزايدة من صناديق الاستثمار المتداولة.

وعلى الرغم من بعض عمليات جني الأرباح التي شهدها المعدن النفيس في وقت سابق من الأسبوع، لا يزال سعر الذهب قريبًا من أعلى مستوياته القياسية، مدعومًا بحالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية والاقتصادية الأمريكية. ومن المتوقع أن تؤثر الرسوم الجديدة على الاقتصادات الكبرى مثل اليابان وأوروبا وكوريا الجنوبية، كما قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات الأمريكية، مما يزيد من مخاطر التضخم.

توقعات مستقبلية لسعر الذهب
من المقرر أن يعلن ترامب عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية في 2 أبريل، تستهدف 15 شريكًا تجاريًا رئيسيًا، إلى جانب فرض رسوم على واردات سلع أساسية مثل أشباه الموصلات والأدوية. في هذا السياق، رفعت جولدمان ساكس توقعاتها لسعر الذهب بحلول نهاية 2025 من 3100 دولار إلى 3300 دولار للأونصة، مع احتمال وصوله إلى 3680 دولارًا إذا استمرت تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة وعمليات الشراء القوية من البنوك المركزية، خاصة في آسيا والأسواق الناشئة.

كما توقعت أن تستمر البنوك المركزية الآسيوية في تعزيز احتياطياتها من الذهب خلال السنوات المقبلة، مما قد يدعم ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، لا سيما في حال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة