الخام يتراجع إلى أدنى مستوى منذ 4 أشهر بفعل الأزمة المالية الأميركية واحتمالات رفع إنتاج أوبك بلس

تراجعت أسعار النفط الخام لثالث جلسة متتالية يوم الأربعاء، لتسجل أدنى مستوياتها في 16 أسبوعاً، تحت ضغط المخاوف المرتبطة بالإغلاق الحكومي الأميركي وما قد يحمله من انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي. كما يترقب المستثمرون قرار أوبك+ بشأن زيادة الإمدادات في نوفمبر المقبل، ما أضاف مزيداً من الضغوط على السوق.

وفي ختام تعاملات الأربعاء، أنهت عقود خام برنت تسليم ديسمبر التداولات منخفضة بمقدار 68 سنتاً أو بنسبة 1.0% عند 65.35 دولاراً للبرميل، مسجلة أدنى إغلاق منذ 5 يونيو. كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59 سنتاً أو 0.9% ليغلق عند 61.78 دولاراً، وهو أدنى مستوى منذ 30 مايو.

الضغوط على الأسعار تفاقمت بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي أظهرت ارتفاع المخزونات بواقع 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 26 سبتمبر، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها مليون برميل فقط. وجاء ذلك على عكس بيانات معهد البترول الأميركي الذي أعلن عن تراجع المخزونات بواقع 3.7 مليون برميل في الفترة نفسها. ويعزى هذا الارتفاع إلى ضعف الصادرات الأميركية، في وقت تعاني فيه السوق بالفعل من ضغوط ناجمة عن الإغلاق الحكومي وتوقعات تباطؤ الاقتصاد العالمي.

أما على صعيد الإنتاج، فتشير التقديرات إلى أن أوبك+ قد ترفع الإمدادات في نوفمبر بمقدار 500 ألف برميل يومياً، وهو نفس مستوى الزيادة في سبتمبر. في المقابل، ذكرت تقارير أن المنظمة قد تناقش زيادة أكبر تصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً لتعزيز الحصة السوقية، وهو ما نفته أوبك رسمياً عبر حسابها في منصة “إكس”، مؤكدة التزامها بخطط الإنتاج المتفق عليها.

وعلى الصعيد السياسي، دخلت الحكومة الأميركية في حالة إغلاق جزئي بعد فشل المفاوضات بين الكونغرس والبيت الأبيض بشأن الميزانية، ما أدى إلى تعليق نشر بيانات اقتصادية رئيسية مثل تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، وأثار مخاوف بشأن تسريح محتمل للموظفين الحكوميين.

وفي آسيا، أظهرت بيانات النشاط الصناعي لشهر سبتمبر انكماشاً واسعاً في معظم الاقتصادات الكبرى، مما زاد من المخاوف حول مستقبل الطلب على النفط. وفي روسيا، برزت تداعيات الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة، غير أن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك أكد أن سوق الوقود المحلي ما زال “تحت السيطرة” رغم بعض النقص الإقليمي. وأظهرت البيانات زيادة صادرات النفط الروسية من الموانئ الرئيسية على البحر الأسود بنسبة 25% في سبتمبر مقارنة بأغسطس، نتيجة تعطل بعض المصافي الداخلية