استقرار أسعار النفط عند مستويات مرتفعة وسط استمرار التوترات في الشرق الأوسط

شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا في تعاملات أمس الثلاثاء، حيث وسعت العقود مكاسبها للجلسة الثانية على التوالي. جاء هذا الارتفاع بدعم من قرار بنك الصين الشعبي الذي أعلن عن حزمة تحفيزية جديدة، مما أدى إلى تعزيز الأسعار في ظل استمرار التصعيدات في الشرق الأوسط

تداولات النفط
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر بنسبة 1.85% لتصل إلى 75.84 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ 14 أكتوبر. أما العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فقد صعدت بنسبة 2.42% لتصل إلى 71.43 دولار للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام
أعلن بنك الصين الشعبي يوم الثلاثاء عن خفض سعر الفائدة على الإقراض لآجال عام و5 أعوام بمقدار 25 نقطة أساس. جاء هذا القرار لدعم الاقتصاد الصيني المتباطئ وتحفيز الطلب المحلي، حيث سبق وأعلنت الحكومة الصينية عن حزمة تسهيلات لدعم قطاع العقارات الذي يعاني من ضغوط شديدة
وتعتبر الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، ويؤثر تباطؤ اقتصادها بشكل مباشر على الطلب على النفط. في عام 2023، ارتفع الطلب الصيني بمقدار مليون برميل يوميًا، لكن من المتوقع أن يزداد فقط بمقدار 0.1 مليون برميل يوميًا في عام 2024، و0.3 مليون برميل يوميًا في 2025، وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية
كما أظهرت البيانات الاقتصادية الصينية الصادرة يوم الجمعة أن النمو في الربع الثالث من عام 2024 كان الأبطأ منذ بداية العام، مما زاد من المخاوف بشأن تراجع الطلب على النفط

وتوقع رئيس وكالة الطاقة الدولية استمرار ضعف نمو الطلب على النفط في الصين حتى عام 2025، رغم التدابير التحفيزية، نتيجة التحول الكبير نحو السيارات الكهربائية والنمو الاقتصادي البطيء. في المقابل، أبدى الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية تفاؤلًا حذرًا بشأن الطلب الصيني على النفط، مشيرًا إلى أن الدعم الحكومي قد يسهم في تحفيز النمو وزيادة الطلب على وقود الطائرات والمواد الكيميائية
من جانبه، كرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، توقعاته بتخفيضات “متواضعة” في أسعار الفائدة خلال الفصول المقبلة، مشيرًا إلى أن تراجع سوق العمل قد يؤدي إلى تخفيضات أسرع. يُذكر أن تخفيض أسعار الفائدة يعزز النشاط الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط