ارتفاع المعدن الأصفر بأكثر من 1% بدعم توقعات خفض الفائدة وترقب بيانات اقتصادية أمريكية

ارتفاع الذهب مع ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية أمريكية حاسمة هذا الأسبوع

سجلت أسعار الذهب مكاسب ملحوظة، حيث ارتفعت بأكثر من 1% خلال تعاملات يوم الاثنين، مدفوعة بتزايد توقعات الأسواق حول اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي من بدء دورة خفض أسعار الفائدة. ويتزامن هذا الصعود مع ترقب المستثمرين صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي قد تعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية للفترة المقبلة، ما يعكس تحسن شهية المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط في ظل عدم اليقين المتزايد بشأن مسار النمو والتضخم في الولايات المتحدة.

تداولات الذهب
خلال تعاملات يوم الاثنين، سجل الذهب في المعاملات الفورية مكاسب بنسبة 1.2% ليصل إلى 4,111.86 دولار للأوقية بحلول الساعة 01:43 بعد الظهر بتوقيت الساحل الشرقي (1843 بتوقيت غرينتش). وفي المقابل، ارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتغلق عند 4,094.2 دولار للأوقية. ويعكس التباين النسبي بين السوق الفورية والعقود الآجلة درجة الحذر في تسعير توقعات السياسة النقدية على المدى المتوسط.

العوامل المؤثرة على الذهب
ساهمت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في تعزيز التفاؤل داخل الأسواق. فقد أشار بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع في «تي دي سيكيوريتيز»، إلى أن السوق أصبح أكثر اقتناعاً بأن الفيدرالي سيتجه نحو خفض الفائدة في ديسمبر. كما دعم هذه التوقعات تصريح جون ويليامز، محافظ الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، الذي أكد أن خفض الفائدة قد يكون ممكناً “في المدى القريب” دون المساس بهدف التضخم، مع توفير حماية لسوق العمل.

وأدى ذلك إلى ارتفاع توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر بشكل واضح، حيث أشار ويليامز إلى أن البنك المركزي لا يزال لديه مبرر لخفض الفائدة الشهر المقبل، مع تقليل المخاطر على سوق العمل وانحسار مخاطر التضخم. وتعزز هذه التوجهات أداة «فيد ووتش»، التي أظهرت أن احتمالات خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل بلغت 79%، ما يعد عاملاً داعماً للذهب باعتباره أصلاً لا يدر عائداً ويتحسن عادةً في بيئات الفائدة المنخفضة، إضافة إلى أوقات الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية.

فيما يخص البيانات الاقتصادية، يتركز اهتمام الأسواق على مؤشرات حيوية تأخرت بسبب الإغلاق الحكومي، مثل مبيعات التجزئة الأمريكية، وطلبات إعانات البطالة، وأرقام أسعار المنتجين. وتعتبر الأسواق أن أي مؤشرات على ضعف النشاط الاقتصادي أو تباطؤ التضخم قد تعزز سيناريو التيسير النقدي، ما يفتح المجال أمام الذهب لمواصلة المكاسب.

الأثر الجيوسياسي
على الصعيد العالمي، ساهم استمرار المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن صياغة خطة لإنهاء الحرب مع روسيا في دعم الطلب على أصول الملاذ الآمن. ومع تصاعد حالة عدم اليقين، توقعت رونـا أونكونيل من «ستون إكس» أن يواصل الذهب تلقي الدعم، رغم أنه قد يبقى ضمن نطاق تداول بين 4,000 و4,100 دولار للأوقية على المدى القريب