ارتفاع أسعار النفط الخام وسط مخاوف من تعطل الإمدادات بعد فرض ترامب رسومًا جمركية
شارك
ارتفاع أسعار النفط الخام خلال تعاملات الاثنين وسط مخاوف من اضطراب الإمدادات
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الاثنين، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات القادمة من كندا والصين والمكسيك، مما أثار مخاوف من حدوث اضطرابات في الإمدادات
أداء أسعار النفط في الأسواق
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.7٪ لتصل إلى 76.98 دولارًا للبرميل، في حين قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، المقرر انتهاء صلاحيتها في مارس، بنسبة 2.6٪ لتصل إلى 74.40 دولارًا للبرميل
العوامل المؤثرة على أسعار النفط
تسببت التعريفات الجمركية الجديدة في زيادة القلق بشأن استقرار الإمدادات النفطية، حيث بدأت الولايات المتحدة في تطبيق رسوم بنسبة 25٪ على السلع الكندية والمكسيكية، و10٪ على الواردات الصينية، بما في ذلك منتجات الطاقة الكندية
وتعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على النفط الكندي، حيث تستورد يوميًا نحو 4 ملايين برميل منه، بالإضافة إلى 500 ألف برميل من المكسيك. ويرى محللون أن هذه الرسوم ستؤدي إلى ارتفاع تكاليف التكرير، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الوقود وانخفاض الإنتاج، خصوصًا في المصافي الواقعة في الغرب الأوسط وساحل الخليج
ردود الفعل الدولية والمخاوف الاقتصادية
في خطوة انتقامية، أعلنت كندا فرض رسوم جمركية بقيمة 155 مليار دولار كندي على السلع الأمريكية، بينما يترقب المستثمرون تدابير مماثلة من الصين والمكسيك، مما يزيد من احتمالات اضطراب الأسواق العالمية
كما أشارت مذكرة صادرة عن بنك ING إلى أن كندا تمثل 61٪ من إجمالي واردات النفط الأمريكية، ومعظم هذا الخام ثقيل، مما يجعله ضروريًا لعمل العديد من المصافي الأمريكية
وحذر محللو ANZ من أن المهلة الزمنية القصيرة قبل تنفيذ الرسوم الجمركية لا تتيح مجالًا كبيرًا للتفاوض، مما يزيد من احتمالات تقلبات السوق. وأضافوا أن شركات التكرير الأمريكية، مثل Valero Energy، قد تضطر إلى تقليل إنتاجها استجابةً لهذه التعريفات
توقعات سوق النفط واستراتيجية أوبك+
يتوقع المحللون أن يشهد كل من أسواق النفط والغاز الطبيعي تقلبات حادة، مع بدء انعكاس تأثير التعريفات الجمركية على أسهم شركات الطاقة الأمريكية والكندية، رغم أن الرسوم البالغة 10٪ تُعتبر أقل من بعض السيناريوهات الأكثر تشددًا
في ظل هذه التوترات، من المتوقع أن تلتزم أوبك+ بخططها لزيادة الإنتاج تدريجيًا اعتبارًا من أبريل، على الرغم من الضغوط التي يمارسها ترامب لخفض الأسعار
وتواصل أوبك+، التي تضم منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا، تخفيض الإنتاج بمقدار 5.85 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 5.7٪ من المعروض العالمي. كما مددت المنظمة هذه التخفيضات حتى الربع الأول من 2025، مما أدى إلى تأجيل خطة زيادة الإنتاج إلى أبريل، في ظل استمرار المخاوف بشأن ضعف الطلب وارتفاع الإمدادات من خارج المجموعة