إنخفاض أسعار النفط الخام مع تزايد الإمدادات الأميركية في مواجهة مخاطر الشرق الأوسط والأعاصير

انخفضت أسعار النفط أمس الأربعاء بعد صدور بيانات أمريكية أظهرت ارتفاع مخزونات الخام. ومع ذلك، كانت الخسائر محدودة نتيجة المخاوف من احتمال انقطاع الإمدادات الإيرانية بسبب الصراع في الشرق الأوسط، وكذلك الإعصار ميلتون في الولايات المتحدة

تداولات النفط

في تداولات الأربعاء، استقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 76.58 دولار للبرميل، مسجلة انخفاضًا بمقدار 60 سنتًا، أي بنسبة 0.8٪. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 33 سنتًا، أو 0.5٪، لتصل إلى 73.24 دولار للبرميل

أهم العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام

وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 5.8 مليون برميل لتصل إلى 422.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقارنةً بتوقعات المحللين التي أشارت إلى زيادة قدرها مليوني برميل. وصرح بوب ياوجر، مدير العقود الآجلة للنفط في ميزوهو، نيويورك، بأن الزيادة كانت أقل مما أشار إليه معهد البترول الأمريكي، وهو ما ساهم في الحد من تراجع أسعار النفط. وأضاف ياوجر أن الانخفاضات الأكبر من المتوقع في مخزونات البنزين والمقطرات ساعدت أيضًا في تخفيف الضغط على الأسعار. وأشار إلى أن ارتفاع الطلب على البنزين قد يكون نتيجة تعافي السوق بعد إعصار هيلين الذي ضرب الولايات المتحدة الشهر الماضي

وتستعد الولايات المتحدة لعاصفة كبرى جديدة، إعصار ميلتون، الذي تسبب بالفعل في أعاصير وأمطار غزيرة قبيل وصوله المتوقع إلى فلوريدا يوم الأربعاء. وقد أدى هذا الإعصار إلى زيادة الطلب على البنزين في الولاية، حيث نفدت الإمدادات في حوالي ربع محطات الوقود، مما ساعد على دعم أسعار النفط

التوترات السياسية وتأثيرها على أسعار النفط

على الصعيد السياسي، ظلت الأسواق متوترة بشأن احتمالية شن هجوم إسرائيلي على البنية التحتية النفطية الإيرانية، على الرغم من تراجع أسعار النفط بأكثر من 4٪ يوم الثلاثاء بعد الحديث عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. وقد تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء حول خطط إسرائيل بشأن إيران، التي تعد من أكبر منتجي النفط. لم تُفصح كل من إدارة بايدن أو مكتب نتنياهو عن تفاصيل المحادثة

وصرح جون كيلدووف، الشريك في شركة “أجين كابيتال” بنيويورك: “ما زلنا في حالة ترقب بشأن الوضع في الشرق الأوسط. التوقعات بشن ضربة على إيران تساهم بزيادة حوالي 5 دولارات في سعر البرميل”. ومع وجود تلك المخاطر في منطقة الشرق الأوسط المنتجة للنفط، فإن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين، أكبر مستورد للخام، تعيق ارتفاع الأسعار. وقد صرحت الصين يوم الثلاثاء بأنها “واثقة تمامًا” من تحقيق هدف النمو للعام، لكنها امتنعت عن اتخاذ خطوات مالية أقوى، مما خيب آمال المستثمرين الذين كانوا يأملون في مزيد من الدعم للاقتصاد