أسعار النفط مستقرة مع متابعة المستثمرين لتأثير الهدنة التجارية الأمريكية الصينية على الطلب العالمي

استقرت أسعار النفط خلال تداولات الخميس مع تقييم المستثمرين لتطورات الهدنة التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية بعد لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، ما أعاد بعض الهدوء إلى الأسواق بعد فترة من التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

تداولات النفط
اختتم خام برنت جلسة الأمس مرتفعاً بنحو 8 سنتات أو بنسبة 0.1% ليستقر عند مستوى 65.00 دولاراً للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بمقدار 9 سنتات أو ما يعادل 0.1% ليغلق عند 60.57 دولاراً للبرميل، في تداولات اتسمت بالحذر مع غياب محفزات قوية جديدة.

العوامل الأساسية المحركة للسوق
الاستقرار في الأسعار جاء بعد الإعلان عن اتفاق تجاري مبدئي يقضي بخفض الرسوم الأمريكية المفروضة على الواردات الصينية من 57% إلى 47% لمدة عام واحد، مقابل تعهد بكين باستئناف مشترياتها من فول الصويا الأمريكي، واستمرار صادرات المعادن النادرة، وتعزيز الرقابة على تجارة الفنتانيل غير المشروعة. ورغم الترحيب الأولي من الأسواق، إلا أن معظم المحللين يرون أن هذه الخطوة تمثل تهدئة مؤقتة أكثر من كونها تحولاً جوهرياً في العلاقات التجارية بين الجانبين.

على صعيد نتائج الأعمال، أعلنت شركتا “شل” و”توتال إنرجيز” تراجع أرباحهما الفصلية بنسبة 10% و2% على التوالي، متأثرتين بانخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية، رغم أن أداء قطاع الغاز لدى شل كان أفضل من التوقعات وساهم في الحد من التراجع الإجمالي للأرباح.

السياسات النقدية والتوقعات الاقتصادية
في الجانب الكلي، عزز قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء التفاؤل بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي، مما دعم توقعات الطلب على الطاقة. ومع ذلك، أشار البنك إلى أن هذا الخفض قد يكون الأخير لهذا العام في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية الذي يعيق صدور البيانات الاقتصادية الحيوية.

وفي تعليقه، قال كلاوديو غاليمبيرتي، كبير الاقتصاديين في شركة “ريستاد إنرجي”، إن خطوة الفيدرالي تعكس تحوّلاً في السياسة النقدية باتجاه دعم النمو بدلاً من كبحه، وهو ما يمثل دعماً معنوياً للسلع المرتبطة بالنشاط الاقتصادي مثل النفط. وفي المقابل، ثبت كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير، بينما أظهرت بيانات أن اقتصاد منطقة اليورو نما بنسبة 0.2% خلال الربع الثالث بدعم من فرنسا وإسبانيا، في حين واصلت ألمانيا معاناتها من ضعف الصادرات.

نظرة على الإمدادات والتوقعات المستقبلية
رغم المكاسب الطفيفة المسجلة في الجلسة الأخيرة، يتجه كل من خام برنت وغرب تكساس نحو تسجيل خسارة شهرية تقارب 3% في أكتوبر، لتكون الثالثة على التوالي، نتيجة المخاوف المستمرة من تخمة المعروض العالمي. وأظهرت البيانات الحكومية الأمريكية أن الإنتاج المحلي ارتفع إلى مستوى قياسي جديد عند 13.6 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي، مما زاد من الضغوط على الأسعار.

ويركز المستثمرون حالياً على اجتماع تحالف “أوبك+” المنتظر في الثاني من نوفمبر، وسط توقعات بإعلان زيادة جديدة في الإنتاج بنحو 137 ألف برميل يومياً لشهر ديسمبر. ومنذ أبريل الماضي، رفع التحالف، الذي يضم منظمة أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا، أهداف الإنتاج بأكثر من 2.7 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل حوالي 2.5% من الإمدادات العالمية.

وفي السعودية، كشفت بيانات وزارة المالية أن العجز المالي في الربع الثالث اتسع إلى 88.5 مليار ريال (23.6 مليار دولار)، بزيادة نسبتها 160% مقارنة بالربع السابق، نتيجة ارتفاع الإنفاق وتراجع الإيرادات النفطية، ما يعكس الضغوط التي تواجهها الميزانية في ظل التراجع النسبي في أسعار الخام