أسعار النفط تهبط إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر متأثرة بتزايد مخاوف تخمة المعروض في الأسواق

انخفاض أسعار النفط الخام في تعاملات الاثنين

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين لتغلق عند أدنى مستوياتها منذ أوائل مايو، وسط تصاعد المخاوف بشأن تخمة محتملة في المعروض العالمي، في حين زادت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من القلق حيال تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب على الطاقة.

تداولات النفط الخام
أنهت عقود خام برنت الآجلة جلسة الاثنين منخفضة بمقدار 28 سنتًا أو بنسبة 0.46% لتستقر عند 61.01 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار سنتين فقط أو بنسبة 0.03% لتغلق عند 57.52 دولارًا للبرميل.
وخلال الجلسة، كان الخامان قد فقدا أكثر من دولار واحد، ليغلقا عند أضعف مستوياتهما منذ أوائل مايو.

العوامل المؤثرة في السوق
أظهرت بنية عقود خام برنت الآجلة تحولًا في هيكل السوق من مخاوف نقص الإمدادات إلى القلق من فائضها، إذ أصبحت العقود قصيرة الأجل تتداول عند مستويات أدنى من العقود الأطول أجلًا — وهي الظاهرة المعروفة في أسواق النفط باسم “الكونتانغو”. وتشجع هذه الحالة المستثمرين على تخزين النفط وبيعه لاحقًا بأسعار أعلى، في ظل توقعات بتقلص الإمدادات المستقبلية.

وظهر الكونتانغو في عقود برنت يوم الخميس للمرة الأولى منذ مايو الماضي، مسجلًا أوسع نطاق له منذ ديسمبر 2023، كما ظهر في عقود الخام الأميركي يوم الجمعة لأول مرة منذ يناير 2024.
ويرى محللون أن تخمة المعروض باتت تمثل مصدر القلق الرئيسي للسوق، لا سيما بالنظر إلى توقعات عام 2026، مع احتمالية زيادة التخزين العائم وامتلاء الخزانات البرية، في مشهد يوصف بأنه “سيناريو هبوطي حقيقي لم يُشهد منذ فترة طويلة”.

وكان الخامان قد تراجعا بأكثر من 2% خلال الأسبوع الماضي، لتسجلا ثالث خسارة أسبوعية متتالية، متأثرين بتوقعات وكالة الطاقة الدولية التي أشارت إلى احتمالية تفاقم فائض المعروض خلال عام 2026.

التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
عاد النزاع التجاري بين أكبر مستهلكين للنفط في العالم إلى الواجهة مجددًا، بعد فرض رسوم إضافية على السفن التي تنقل البضائع بين الولايات المتحدة والصين، في إجراءات متبادلة تهدد بتعطيل حركة التجارة العالمية.
وحذّرت رئيسة منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تقليص الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة تصل إلى 7% على المدى الطويل، داعية الطرفين إلى التهدئة.

أنباء تقلص من حدة الخسائر
في المقابل، ساهمت بعض الأنباء الإيجابية في تقليص خسائر النفط، بعد تقارير أفادت بأن جماعة ضغط تضم شركات أميركية كبرى مثل “أوراكل”، و”أمازون”، و”إكسون موبيل” تضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعليق قاعدة تنظيمية جديدة عطّلت صادرات بمليارات الدولارات، وحذّرت من أن استمرارها قد يدفع الصين ودولًا أخرى إلى استبعاد الشركات الأميركية من سلاسل التوريد الخاصة بها.

الغموض بشأن الإمدادات الروسية
ولا تزال حالة عدم اليقين تخيم على مستقبل الإمدادات الروسية، بعدما أكد ترامب يوم الأحد أن الولايات المتحدة ستُبقي على “رسوم ضخمة” على الهند ما لم توقف وارداتها من النفط الروسي.
وفي جانب المعروض الأميركي، أظهرت بيانات شركة بيكر هيوز أن شركات الطاقة الأميركية أضافت حفارات جديدة الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، في إشارة إلى تحسن طفيف في نشاط الحفر