أسعار النفط تقفز بقوة وتحقق مكاسب أسبوعية كبيرة مدعوماً بتاصعد التوترات الجيوسياسية بالشرق الأسوط

ارتفاع حاد في أسعار النفط بنهاية تداولات الجمعة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

اختتمت أسعار النفط تعاملات الجمعة الماضية على ارتفاع قوي، محققة أكبر مكسب يومي لها منذ مارس 2022، وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي أثار مخاوف من تعطل إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة

وبحسب محللي “سيتي”، فإن هذا الارتفاع جاء مدفوعًا إلى حد كبير بعمليات تغطية المراكز البيعية المكشوفة، ما يشير إلى محدودية احتمالات استمرار الصعود، ما لم يتطور الصراع إلى حرب إقليمية شاملة أو تُستهدف منشآت الطاقة الإيرانية بشكل مباشر من قِبل تل أبيب

تحركات السوق
شهد خام برنت خلال جلسة الجمعة صعودًا ملحوظًا ليصل إلى ذروته عند 78.5 دولارًا للبرميل، قبل أن يغلق عند نفس المستوى، في ظل تزايد المخاوف من التصعيد العسكري

العوامل الجيوسياسية
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هجومًا استهدف منشأة نووية إيرانية قرب مدينة أصفهان أدى إلى تدمير البنية التحتية المستخدمة في إعادة تحويل اليورانيوم المخصب، وهي مرحلة رئيسية في إنتاج الأسلحة النووية. وأضاف أن مقاتلات إسرائيلية نفذت ضربة دقيقة على المنشأة الواقعة على بعد نحو 350 كيلومترًا جنوب شرق طهران، مما أدى إلى تدمير مختبرات ومنشآت لإنتاج اليورانيوم المعدني

جاء هذا الهجوم الإسرائيلي في أعقاب إطلاق إيران وابلًا من الصواريخ ردًا على ضربات سابقة استهدفت مواقع داخل أراضيها. وفي تصريح له، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن إيران تجاوزت “الخطوط الحمراء” باستهداف مناطق مدنية، مشددًا على أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن أمن مواطنيها وستجعل النظام الإيراني يدفع “ثمنًا باهظًا” على حد قوله

توقعات السوق
ورغم القفزة السعرية، يرى بنك “سيتي” أن تداعيات التصعيد على تدفقات الطاقة ما تزال محدودة، مستبعدًا استمرار الأسعار عند مستويات مرتفعة لفترة طويلة، في ظل غياب تصعيد مباشر يستهدف البنية التحتية الحيوية للطاقة

وأكد محللو البنك أن الارتفاع الحالي ناجم بدرجة كبيرة عن تعرض مراكز البيع المكشوف للضغوط، وأن استمرار الصعود يتطلب دخول مراكز شراء جديدة، ما سيعتمد على تطورات ميدانية ملموسة، كاستهداف منشآت نفطية أو توسع رقعة الصراع إقليميًا

وأشار البنك إلى أن الأسواق تراقب عن كثب ردود الفعل المحتملة من الطرفين، خاصة ما إذا كانت العمليات العسكرية ستطال مستقبلاً منشآت الطاقة، ما قد يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى بشكل مستدام