أسعار النفط تصعد مع ترقب المستثمرين لتحديد وضع الإمدادات والتقدم في محادثات روسيا-أوكرانيا

ارتفعت أسعار النفط الخام خلال تعاملات أمس الأربعاء، في حركة تصحيحية بعد موجة تراجع دفعت الأسعار في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها منذ نحو شهر. وجاء هذا الارتفاع في سياق محاولة الأسواق إعادة تقييم توازن العرض والطلب، بالتزامن مع التطورات السياسية المرتبطة بالمحادثات المحتملة بين روسيا وأوكرانيا، وقبيل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة التي عادةً ما تشهد تراجعًا في السيولة.

تداولات العقود الآجلة
أنهت عقود خام برنت الآجلة الجلسة على ارتفاع قدره 65 سنتًا أو 1.04% عند 63.13 دولارًا للبرميل، فيما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركية بمقدار 70 سنتًا أو 1.21% لتغلق عند 58.65 دولارًا للبرميل. وتعكس هذه الحركة ارتدادًا تصحيحيًا بعد الضغوط البيعية التي هيمنت على السوق في الجلسات السابقة.

العوامل الأساسية المؤثرة
على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات النفط الخام بنحو 2.8 مليون برميل لتصل إلى 426.9 مليون برميل، وهو ما فاق توقعات السوق بارتفاع محدود يبلغ 55 ألف برميل فقط، ما عزز المخاوف من فائض محتمل في المعروض. وفي المقابل، تراجع عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بنحو 12 منصة ليصل إلى 407 منصات، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021، مما يشير إلى تباطؤ محتمل في نمو الإنتاج مستقبلاً، وهو عامل موازن جزئيًا للضغط الناتج عن وفرة المعروض.

وفي تحرك آخر داعم للأسعار، أفادت مصادر داخل تحالف أوبك+ بأن المنظمة تتجه للحفاظ على مستويات الإنتاج دون تغيير في اجتماعها المرتقب، في خطوة تهدف إلى تجنب زيادة الإمدادات في سوق تعاني ضغوط توازن.

العوامل الجيوسياسية والسياسات النقدية
دعم إضافي للأسعار جاء من توقعات الأسواق بشأن خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمعدلات الفائدة خلال اجتماع ديسمبر، حيث يُنظر إلى خفض الفائدة على أنه محفز للنشاط الاقتصادي وطلب الطاقة بشكل غير مباشر. ومع ذلك، لا تزال العوامل الجيوسياسية تمثل مصدرًا رئيسيًا لحالة عدم اليقين؛ فقد دفعت تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول استعداده لدفع إطار عمل مدعوم أميركيًا لإنهاء الحرب مع روسيا موجة بيع سابقة، ما دفع برنت إلى أدنى مستوياته في شهر. ويرى محللون أن الوصول إلى اتفاق فعلي لا يزال محفوفًا بالتعقيدات، وأن أي تسوية قد تميل إلى جانب الهبوط إذا أفضت إلى رفع العقوبات عن صادرات الطاقة الروسية، ما قد يؤدي إلى تدفق إمدادات إضافية للأسواق ويدفع الخام نحو مستويات 55 دولارًا للبرميل وفق تقديرات بعض المحللين.

الجانب الفني للسوق
تقنيًا، يظهر التعافي الأخير في الأسعار كارتداد محدود بعد وصول السوق إلى مناطق تشبع بيعي قصيرة الأجل. ورغم هذا الارتفاع، تبقى الأسعار دون قمم الأسابيع الماضية، ما يعكس استمرار هيمنة الاتجاه التصحيحي. أي فشل في اختراق مستويات المقاومة القريبة قد يعيد الضغوط البيعية، خصوصًا في ظل استمرار ارتفاع المخزونات