أسعار النفط ترتفع بفعل التفاؤل بشأن المحادثات التجارية الأمريكية وتراجع المخزونات

أسعار النفط ترتفع مدعومة بالتفاؤل التجاري وانخفاض المخزونات الأمريكية

سجّلت أسعار النفط مكاسب قوية خلال تعاملات يوم الخميس، بدعم من التفاؤل المتزايد بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الدوليين، إلى جانب تراجع غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية، مما عزز من معنويات المستثمرين ورفع أسعار النفط.

أداء أسعار النفط

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 67 سنتًا، أو بنسبة 0.98%، لتغلق عند 69.18 دولارًا للبرميل. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 78 سنتًا، أو بنسبة 1.2%، لتستقر عند 66.03 دولارًا للبرميل.

عوامل الدعم الرئيسية

جاء هذا الصعود بعد حالة من الاستقرار النسبي في جلسة الأربعاء، وسط ترقب الأسواق لتطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في أعقاب الاتفاق التجاري الذي أبرمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اليابان، والذي تضمن خفض الرسوم الجمركية على السيارات اليابانية، مقابل التزامات استثمارية تقدر بـ550 مليار دولار موجهة للاقتصاد الأمريكي.

وقال هيرويوكي كيكوكاوا، كبير استراتيجيي الاستثمار لدى “نيسان سيكيوريتيز إنفستمنت”، إن عمليات الشراء الأخيرة جاءت مدفوعة بتفاؤل المستثمرين بإمكانية إحراز تقدم فعلي في ملف الرسوم الجمركية، مما خفف من مخاوف الأسواق بشأن سيناريوهات سلبية حادة. ومع ذلك، أشار إلى أن الضبابية لا تزال قائمة، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك مفاوضات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا.

وتوقّع كيكوكاوا أن يظل خام غرب تكساس الوسيط يتحرك ضمن نطاق يتراوح بين 60 و70 دولارًا للبرميل في المرحلة الحالية، في ظل استمرار العوامل المتضادة المؤثرة على السوق.

بوادر اتفاق تجاري أمريكي–أوروبي

وفي السياق ذاته، أكد دبلوماسيان أوروبيان أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باتا على مشارف التوصل إلى اتفاق تجاري جديد قد يتضمن فرض تعريفة جمركية أمريكية بنسبة 15% على سلع أوروبية مختارة، مع احتمالية منح إعفاءات معينة، وهو ما قد يمهد الطريق لاتفاق شامل بعد صفقة اليابان.

بيانات المخزونات الأمريكية تدعم الأسعار

على جانب المعروض، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 3.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 419 مليون برميل، وهو تراجع تجاوز بكثير التوقعات التي أشارت إلى انخفاض بنحو 1.6 مليون برميل فقط، ما عزز من الدعم الصعودي للأسعار.

الجغرافيا السياسية في واجهة المشهد

ولا تزال التوترات الجيوسياسية تلعب دورًا محوريًا في حركة السوق. فقد عقدت روسيا وأوكرانيا جولة جديدة من محادثات السلام في إسطنبول، شملت مناقشات بشأن تبادل الأسرى، في حين لا تزال الخلافات قائمة حول شروط وقف إطلاق النار وإمكانية عقد لقاءات على مستوى القادة.

في المقابل، أفادت مصادر في قطاع الطاقة أن ناقلات النفط الأجنبية مُنعت مؤقتًا من تحميل الشحنات في الموانئ الروسية المطلة على البحر الأسود بسبب لوائح تنظيمية جديدة، مما تسبب في تعطيل صادرات النفط من كازاخستان عبر كونسورتيوم يضم شركات طاقة أمريكية.

كما أشار وزير الطاقة الأمريكي إلى أن بلاده تدرس فرض عقوبات مباشرة على صادرات النفط الروسية ضمن الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي شملت خفض سقف أسعار النفط الروسي، في محاولة لتقييد مصادر تمويلها