أسعار النفط ترتفع الجمعة لكنها تبقى تحت ضغط الخسائر الأسبوعية قبيل حسم أوبك لمستويات الإنتاج

تعافي أسعار النفط الخام بنهاية الأسبوع وسط مخاوف من فائض المعروض
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف بنهاية تعاملات الجمعة بعد أن لامست أدنى مستوياتها في أكثر من أربعة أشهر، لكنها ظلت في مسار خسارة أسبوعية حادة بفعل تصاعد المخاوف من تخمة المعروض، إثر تقارير رجّحت أن تحالف أوبك+ يعتزم زيادة إنتاجه مجدداً خلال نوفمبر المقبل.

تداولات النفط الخام
وخلال تعاملات الجمعة الماضية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر بنسبة 0.3% لتغلق عند 64.31 دولارًا للبرميل، في حين صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة لتسجل 60.66 دولارًا للبرميل.

العوامل الأساسية المؤثرة في السوق
يواصل المتعاملون في أسواق الطاقة توخي الحذر عقب صدور تقارير خلال الأسبوع تشير إلى احتمال رفع أوبك+ إنتاجها بما يصل إلى 500 ألف برميل يوميًا في نوفمبر، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الزيادة التي أُقرت لهذا الشهر. وتمثل هذه الخطوة مرحلة جديدة في مسار التحالف نحو تخفيف قيود الإنتاج، بعد أن أظهر مسح أجرته رويترز ارتفاع إنتاج سبتمبر بنحو 330 ألف برميل يوميًا إلى 28.40 مليون برميل يوميًا.

وتسعى المملكة العربية السعودية وعدد من المنتجين الرئيسيين إلى تعزيز حصتهم السوقية، إلا أن المحللين يحذرون من أن أي زيادة إضافية في المعروض قد تضغط على سوق يشهد بالفعل إشارات ضعف في الطلب. كما أن تباطؤ النمو الاقتصادي وأعمال صيانة المصافي العالمية يضعان مزيداً من القيود على استهلاك الخام. ومن المقرر أن يعقد التحالف اجتماعه الوزاري المقبل في الخامس من أكتوبر لوضع اللمسات النهائية على خطة الإنتاج لشهر نوفمبر، حيث يُتوقع أن تؤثر أي إشارة إلى زيادة سريعة في الإمدادات سلباً على الأسعار.

وفي الولايات المتحدة، زادت حالة عدم اليقين السياسي من تقلبات السوق بعد دخول إغلاق الحكومة الفيدرالية يومه الثالث، ما أدى إلى تعليق التقارير الاقتصادية الأساسية وتسريح نحو 800 ألف موظف حكومي. ويُتوقع أن يؤثر هذا الإغلاق سلباً على إنفاق المستهلكين وثقة الأعمال، مما قد يحدّ من نمو الطلب على الوقود في المدى القريب، خصوصاً مع غياب البيانات الرسمية التي يحتاجها المستثمرون لتقييم اتجاهات الاقتصاد وسلوك الاحتياطي الفيدرالي.

وفي سياق متصل، اندلع حريق ليل الجمعة في مصفاة “إل سيغوندو” التابعة لشركة شيفرون في كاليفورنيا، وهي من أكبر المصافي على الساحل الغربي بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 290 ألف برميل يومياً. وأكدت السلطات المحلية أن الحريق تمت السيطرة عليه في منطقة محدودة، بينما أشار المحللون إلى أن تأثيره المحتمل على أسعار النفط سيكون محدوداً في ضوء استقرار الإمدادات العامة