أسعار النفط الخام تحافظ علي صعودها وتحقق مكاسب أسبوعية بدعم من تخفيف القيود التجارية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا يوم الجمعة، مما وضعها على المسار لإنهاء سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أسابيع، وذلك بعد امتناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية متبادلة على الفور كما هدد سابقًا

حركة تداول النفط

خلال تداولات الجمعة الماضية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أبريل بنسبة 0.3٪ لتصل إلى 75.24 دولارًا للبرميل، في حين صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.2٪ لتسجل 71.43 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار النفط

جاء هذا الارتفاع في الأسعار عقب توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا لاستكشاف إمكانية فرض تعريفات جمركية متبادلة على شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، رغم أن تنفيذ هذه الرسوم قد لا يتم قبل أبريل. وقد ساهمت هذه الخطوة في تهدئة المخاوف من اندلاع حرب تجارية قد تعرقل التجارة العالمية وتؤثر سلبًا على الطلب على النفط

كما دعمت الأسعار استقرارها خلال الأسبوع بعد أن كرر ترامب خططه لإعادة بناء غزة، مما أثار ردود فعل في الشرق الأوسط. إضافةً إلى ذلك، حافظت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على توقعاتها للطلب لعامي 2025 و2026 دون تغيير، بعدما خفضتها عدة مرات في عام 2024، ما منح السوق بعض الثبات

ورغم تحقيق بعض المكاسب، لا تزال أسعار النفط تحت الضغط بسبب التوقعات المتزايدة لنهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وقد صرح ترامب بأن رئيسي روسيا وأوكرانيا عبّرا عن رغبتهما في السلام خلال مكالمات منفصلة معه، كما وجه كبار المسؤولين في الولايات المتحدة لبحث محادثات السلام، في ظل تقارير تفيد بأن الصين تسعى لاستضافة قمة سلام محتملة

وقد يؤدي إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات إلى رفع العقوبات الأمريكية الصارمة على النفط الروسي، مما قد يزيد من الإمدادات العالمية ويؤثر على الأسعار، خاصة في ظل الطلب الضعيف في الصين، أكبر مستورد للنفط. كما أشار تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية إلى إمكانية استمرار صادرات النفط الروسية إذا توفرت حلول بديلة للعقوبات الأمريكية الأخيرة

إلى جانب ذلك، تعرضت الأسواق لضغوط إضافية بسبب المخاوف من استمرار أسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة لفترة أطول، بعد صدور بيانات تضخم أقوى من المتوقع، مما عزز توقعات بتشديد السياسة النقدية، وأثر على معنويات المستثمرين في سوق النفط