أسعار الذهب تصل إلي أعلى مستوياتها التاريخية مع اشتداد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين وتنامي رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة الأمريكية

الذهب يواصل تسجيل قمم تاريخية جديدة وسط تصاعد التوترات التجارية وتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية

واصلت أسعار الذهب تحقيق مستويات قياسية جديدة، إذ تجاوز المعدن النفيس حاجز 4100 دولار للأوقية مدعوماً بتزايد المخاوف بشأن تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تنامي الرهانات على قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، ما عزز الإقبال على أصول الملاذ الآمن.

تداولات الذهب
وخلال تعاملات الثلاثاء، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 4129.42 دولار للأوقية، بعدما سجل مستوىً قياسياً غير مسبوق عند 4179.48 دولار في وقت سابق من الجلسة، بينما صعدت العقود الآجلة للمعدن بنسبة 0.3% لتستقر عند 4146.67 دولار للأوقية.

العوامل المؤثرة على تحركات الذهب
تتواصل حالة القلق في الأسواق العالمية بشأن النزاع التجاري المستمر بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أن أعلنت الصين فرض عقوبات على خمس شركات تابعة لشركة “هانوا أوشن” الكورية الجنوبية المرتبطة بالولايات المتحدة، إلى جانب قرار كل من بكين وواشنطن بفرض رسوم موانئ إضافية على شركات الشحن البحري التي تنقل سلعاً متنوعة من الألعاب إلى النفط الخام.

وفي تطور آخر، لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية رداً على القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن الأساسية المستخدمة في الإلكترونيات والدفاع، رغم أنه بدا لاحقاً وكأنه خفف من حدة هذا التهديد. وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن اللقاء المنتظر بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية لاحقاً هذا الشهر لا يزال قائماً ضمن الجدول الزمني المحدد.

في المقابل، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن المحادثات الفنية مع الولايات المتحدة مستمرة هذا الأسبوع، لكنها شددت على استعدادها “للقتال حتى النهاية” في المفاوضات التجارية الجارية.

ترقب خطاب باول وتأثير السياسة النقدية
يتجه اهتمام الأسواق حالياً نحو خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال، وسط إشارات إلى قلقه من تأخر البيانات الاقتصادية بسبب استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، الأمر الذي عطل صدور مؤشرات أساسية يعتمد عليها الفيدرالي في تحديد توجهات سياسته النقدية.

ووفقاً لمحللين في “فايتال نولدج”، فقد تم استدعاء بعض الموظفين الحكوميين مؤقتاً لإصدار مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر، وهو مقياس رئيسي للتضخم، في حين لا يزال توقيت صدور باقي البيانات المؤجلة غير واضح.

ويُتوقع أن يستفيد الذهب، بوصفه أصلاً غير مولّد للعائد، من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، إذ تراهن الأسواق على قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الشهر الجاري، يتبعها خفض مماثل في ديسمبر المقبل.