أسعار الذهب ترتفع إلى قمة تاريخية مع تراجع قوة بيانات التوظيف الأمريكية

أسعار الذهب تواصل صعودها القوي وتسجل مستويات تاريخية جديدة
شهدت أسواق المعادن موجة ارتفاع بارزة خلال تداولات الجمعة، كان الذهب في صلبها بعدما واصل مكاسبه بدعم من بيانات أمريكية ضعيفة عززت الرهانات على خفض الفائدة الفيدرالية هذا الشهر، ليتحرك المعدن الأصفر بثقة نحو قمم جديدة.

تداولات الذهب
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.0% ليصل إلى 3,581.07 دولار للأوقية، بينما صعدت عقود ديسمبر الآجلة بنسبة 0.9% إلى 3,637.42 دولار للأوقية بحلول الساعة 09:27 بتوقيت شرق الولايات المتحدة. وبذلك تتجه السبائك، إلى جانب المعادن الأخرى، لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي مع تراجع الدولار وتزايد القناعة بقرار خفض الفائدة المرتقب.

العوامل المؤثرة في الأسعار
حالة عدم اليقين المحيطة بالتعريفات الجمركية الأمريكية، إضافة إلى الجدل حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، عززت الطلب على الملاذات الآمنة. كما زادت المخاوف بشأن تفاقم ديون الحكومات في الاقتصادات المتقدمة من إقبال المستثمرين على الذهب، خاصة مع ارتفاع عوائد السندات السيادية.

من جانب آخر، جاءت بيانات سوق العمل الأمريكية لتؤكد استمرار الضعف، حيث أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية إضافة 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس، مقارنة بتوقعات بلغت 73 ألفاً. كما جاءت قراءات مؤشرات طلبات إعانة البطالة والوظائف الشاغرة أضعف من المتوقع، مع تراجع معدلات التوظيف في القطاع الخاص، ما دفع مسؤولي الفيدرالي للتلميح إلى مرونة أكبر في السياسة النقدية.

توقعات السياسة النقدية والدولار
نتيجة لذلك، رفعت الأسواق تقديراتها لاحتمال خفض الفائدة، إذ تتوقع أداة “فيد ووتش” التابعة لبورصة شيكاغو التجارية بنسبة شبه مؤكدة أن يقوم الفيدرالي بخفض 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر. بالتوازي، تراجع مؤشر الدولار 0.82% ليتداول عند 97.45 نقطة، وهو ما زاد من جاذبية الذهب بفعل العلاقة العكسية بينهما.

التطلعات المستقبلية
مع تسجيل الذهب مكاسب أسبوعية تقارب 1.5%، يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة هذا الأسبوع والتي ستشكل عاملاً حاسماً في توجهات الفيدرالي. وفي حال جاءت الأرقام دون التوقعات، فإن فرص خفض الفائدة ستتعزز أكثر، ما قد يفتح المجال أمام الذهب لاختبار قمم تاريخية جديدة في الفترة المقبلة