أسعار الخام تنهي التداولات على مكاسب بفعل تضرر الإمدادات الروسية من الهجمات الأوكرانية

ارتفعت أسعار النفط الخام في ختام تعاملات الجمعة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار الضغوط على جانب الإمدادات، بعدما أدت الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة على منشآت الطاقة الروسية إلى تقليص صادرات الوقود من البلاد.

تداولات النفط
أغلق خام برنت عند 70.13 دولاراً للبرميل بارتفاع قدره 71 سنتاً أو ما يعادل 1.02%، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.14% ليصل إلى 65.72 دولاراً للبرميل. وعلى المستوى الأسبوعي، سجل برنت مكاسب نسبتها 5.2%، بينما ارتفع غرب تكساس بنسبة 5.3%، مسجلين أكبر مكاسب أسبوعية منذ منتصف يونيو الماضي.

العوامل المؤثرة في السوق
تركز الأسواق حالياً على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث إن الهجمات الأوكرانية المتكررة بدأت تحدث تأثيراً تراكمياً واضحاً على قطاع الطاقة الروسي. وفي هذا السياق، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك عن فرض حظر جزئي على صادرات الديزل حتى نهاية العام، مع تمديد القيود المفروضة على صادرات البنزين، ما تسبب في نقص إمدادات الوقود بعد تراجع طاقة التكرير المحلية.

كما ساهمت التحركات السياسية الأمريكية في دعم الأسعار، إذ يواصل الرئيس دونالد ترامب الضغط على حلفاء واشنطن لخفض وارداتهم من النفط الروسي، في حين يُتوقع أن تقلص كل من الهند وتركيا مشترياتهما. وزادت تحذيرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أي انتهاكات إضافية لمجاله الجوي من حدة التوترات، ما يرفع احتمالات فرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الروسي.

من جانب آخر، أعلنت موسكو هذا الأسبوع عن تمديد حظر صادرات البنزين حتى نهاية 2025 وفرض قيود جديدة على صادرات الديزل بهدف حماية السوق المحلية، بينما تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض عقوبات إضافية على روسيا، مما يثير المخاوف من تقلص أكبر في صادرات الخام والديزل.

الإمدادات والطلب
على صعيد الإمدادات، أعلنت شركة سومو الحكومية العراقية أن صادرات الخام من إقليم كردستان ستستأنف عبر خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي اعتباراً من السبت، وهو ما قد يضيف بعض التوازن إلى المعروض العالمي.

أما من جانب الطلب، فقد أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بمعدل سنوي معدل بالزيادة بلغ 3.8% في الربع الأخير، مما يعكس قوة الاقتصاد الأمريكي. ووفقاً لجون كيلدوف من شركة Again Capital، فإن تحسن البيانات الاقتصادية إلى جانب خفض الفائدة الأخير من مجلس الاحتياطي الفيدرالي يعززان التوقعات بنمو الطلب على الطاقة، رغم أن الأرقام الأقوى من المتوقع قد تدفع الفيدرالي إلى التريث قبل مواصلة دورة خفض الفائدة