أسعار الخام ترتفع وسط مخاوف جيوسياسية.. وبرنت يستقر قرب مستوى 77 دولارًا للبرميل

أسعار النفط تواصل الارتفاع بدعم من التوترات الجيوسياسية واحتمالات توجيه ضربة لإيران

شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، لتستقر قرب مستوى 77 دولارًا للبرميل، مدفوعة بموجة متصاعدة من التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا مع تزايد التكهنات بشأن احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية لإيران. هذا التصعيد أضفى علاوة مخاطر إضافية على الأسعار، مع تزايد قلق الأسواق من اضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية.

حركة الأسعار اليوم
في مستهل تداولات اليوم الخميس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس بنحو 0.4% (ما يعادل 0.23 دولار)، لتتداول قرب مستوى 77 دولارًا للبرميل. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو بنسبة 0.7% أو ما يعادل 0.4 دولار، لتصل إلى حوالي 75.5 دولار للبرميل.

يُذكر أن تداولات يوم أمس شهدت تقلبات واسعة، حيث تراجعت الأسعار بنحو 3% قبل أن تغلق على مكاسب طفيفة. وعلى نطاق أسبوعي، قفزت أسعار الخامين القياسيين بنحو 7% مع نهاية تعاملات الجمعة الماضية، فيما ارتفع برنت بأكثر من 14 دولارًا أو 22% منذ بداية يونيو.

محركات السوق: الجغرافيا السياسية في المقدمة
تظل التوترات السياسية المحرك الرئيسي لصعود الأسعار. وفي هذا السياق، يشير “توني سيكامور” المحلل لدى بنك “آي جي” إلى وجود “علاوة مخاطرة واضحة” في السوق، حيث يترقب المتعاملون ما إذا كانت المرحلة القادمة ستشهد ضربة عسكرية أميركية لإيران أو انطلاق محادثات دبلوماسية.

ويتوقع سيكامور أن تؤدي الضربة المحتملة إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 5 دولارات، في حين قد تُخفّض محادثات السلام الأسعار بالمقدار نفسه.

من جانبه، قدر بنك “جولدمان ساكس” علاوة المخاطر الجيوسياسية بنحو 10 دولارات للبرميل، وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن مصير مضيق هرمز – أحد أبرز الممرات النفطية في العالم، حيث يمر عبره ما يقرب من ثلث تجارة النفط العالمية المنقولة بحرًا. وقدّر محللو “آي إن جي بنك” أن أي تعطيل لهذا الممر قد يدفع الأسعار نحو مستوى 120 دولارًا للبرميل.

عوامل العرض والطلب تدعم السوق
إلى جانب العوامل الجيوسياسية، ساهمت بيانات المخزونات الأميركية في دعم الأسعار. فقد كشفت إدارة معلومات الطاقة عن تراجع كبير في المخزونات بمقدار 11.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 420.9 مليون برميل، وهو انخفاض فاق التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع طفيف بنحو 1.8 مليون برميل فقط. يُعد هذا التراجع الحاد مؤشرًا على ارتفاع الطلب أو شح الإمدادات، مما يعزز الاتجاه الصعودي للسوق.

توقعات مستقبلية: سيناريوهات متعددة
رغم التوقعات الأساسية لبنك “جولدمان ساكس” بانخفاض سعر برنت إلى نحو 60 دولارًا للبرميل في الربع الرابع من العام، في حال استقرار الأوضاع الجيوسياسية، فإن السيناريوهات البديلة تبدو أكثر حذرًا.

ففي حال تراجع الصادرات الإيرانية بشكل كبير، قد يصعد برنت إلى ما فوق 90 دولارًا. وتوقعت “باركليز” أن تصل الأسعار إلى 85 دولارًا في حال انخفاض الصادرات الإيرانية للنصف، بينما قد تتجاوز 100 دولار في حال اندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة.

وفي ظل هذا المشهد المضطرب، لا يزال موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب غامضًا حيال قراره النهائي بشأن التدخل العسكري في إيران، ما يضيف عنصرًا إضافيًا من عدم اليقين، لكنه في الوقت ذاته يُبقي على دعم قوي للأسعار في الأجل القريب