أسعار الخام تتراجع بقوة عقب إعلان هدنة غزة وتصريحات ترامب المثيرة للجدل.

تراجع حاد في أسعار النفط وسط انحسار التوترات الجيوسياسية ومخاوف تباطؤ الطلب
شهدت أسعار النفط العالمية هبوطًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، لتلامس أدنى مستوياتها منذ مايو الماضي، متأثرةً بتراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط وتزايد المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة، إلى جانب ضغوط إضافية ناجمة عن تصريحات أمريكية جديدة ضد الصين.

تداولات النفط الخام
خلال جلسة الجمعة، انخفضت عقود الخام الأمريكي بنسبة 4.19% لتستقر عند 58.93 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام برنت بنحو 3.79% إلى 62.77 دولارًا للبرميل. ويعكس هذا التراجع الحاد حالة القلق المسيطرة على الأسواق حيال وفرة المعروض وضعف الطلب العالمي على الطاقة.

العوامل المحركة للسوق
تزامن هبوط الأسعار مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ، بعد جهود وساطة قادتها الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، وهو ما اعتبره محللون عاملاً رئيسيًا في تهدئة المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم الأسعار مؤخرًا.
وفي المقابل، زادت المخاوف بشأن تباطؤ الطلب، لا سيما من الصين والولايات المتحدة، أكبر مستهلكين للطاقة في العالم، بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدّد فيها بفرض رسوم جمركية “هائلة” على الواردات الصينية، مما أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين.

وأضاف ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” أنه لا يرى ضرورة للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية، وهو ما أثار مخاوف جديدة بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين وتأثيرها المحتمل على النمو العالمي والطلب على النفط.

التوقعات المستقبلية
ويرى محللون أن أسعار النفط مرشحة للبقاء تحت ضغط خلال المدى القريب، في ظل استمرار وفرة الإمدادات وضعف مؤشرات الطلب، رغم توقعات بأن منظمة “أوبك” قد تبحث خلال الأسابيع المقبلة خطوات لدعم السوق إذا استمر الاتجاه الهابط الحالي.
وامتد التراجع أيضًا إلى باقي منتجات الطاقة، إذ انخفضت عقود زيت التدفئة بنسبة 3.20% إلى 2.2070 دولار للجالون، وتراجعت عقود البنزين بنحو 3.21% إلى 1.8227 دولار للجالون، بينما هبطت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 4.77% لتصل إلى 3.113 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في إشارة إلى ضعف شامل في الطلب عبر مختلف قطاعات الطاقة