أسعار الخام تتحرك في نطاق ضيق مع تزايد القلق من وفرة المعروض العالمي

استقرار أسعار النفط الخام في تعاملات الثلاثاء

استقرت أسعار النفط خلال تداولات أمس الثلاثاء، إذ وازن المستثمرون بين قرار تحالف أوبك+ بزيادة محدودة في الإنتاج اعتبارًا من نوفمبر، وبين مؤشرات متزايدة لاحتمال حدوث فائض في الإمدادات العالمية خلال الأشهر المقبلة.

تداولات النفط الخام
أنهى خام برنت القياسي تعاملات أمس متراجعًا بشكل طفيف بمقدار سنتين أو ما يعادل 0.03% ليستقر عند 65.45 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ4 سنتات أو بنسبة 0.06% ليغلق عند 61.73 دولارًا للبرميل.

العوامل المؤثرة في السوق
جاء هذا الأداء الهادئ بعد مكاسب تجاوزت 1% في جلسة الاثنين، إثر إعلان تحالف أوبك+ – الذي يضم منظمة أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا – عن زيادة محدودة قدرها 137 ألف برميل يوميًا في إنتاج شهر نوفمبر، في خطوة فاقت الحذر وجاءت أقل من توقعات السوق.

وذكرت مؤسسة “آي إن جي” في تقريرها أن هذا القرار يعكس سياسة التحالف المتحفظة، وسط تقديرات بوجود فائض في المعروض خلال الربع الأخير من عام 2025 والعام المقبل، في حين كان بعض المحللين يتوقعون زيادة أكبر في الإمدادات.

وفي السياق ذاته، أشار المحلل أليكس هودز من شركة “ستون إكس” إلى أن حالة الترقب لا تزال مسيطرة على الأسواق، خاصة بعد قرار السعودية الإبقاء على أسعار البيع الرسمية لخامها الموجه إلى آسيا دون تغيير، رغم توقعات المحللين بزيادتها.

في المقابل، رفعت شركة “أدنوك” الإماراتية سعر البيع الرسمي لخام “مربان” لشهر نوفمبر إلى 70.22 دولارًا للبرميل، مقارنة بـ70.10 دولارًا في أكتوبر.

الطلب والإمدادات
من جانب الطلب، أظهرت بيانات وزارة النفط الهندية ارتفاع استهلاك الوقود في البلاد بنسبة 7% على أساس سنوي خلال سبتمبر، ما يشير إلى تعافي النشاط الاقتصادي في ثالث أكبر مستهلك عالمي للنفط.

أما من ناحية الإمدادات، فقد رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لإنتاج النفط المحلي إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 13.53 مليون برميل يوميًا هذا العام، مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 13.44 مليون برميل يوميًا، متوقعة زيادة إضافية في المخزونات العالمية خلال عام 2026 بقيادة الدول غير الأعضاء في أوبك+.

كما أوضح تقرير “جيه بي مورغان” أن المخزونات النفطية العالمية – بما في ذلك النفط المخزن في السفن – ارتفعت للأسبوع الرابع على التوالي خلال سبتمبر بإجمالي 123 مليون برميل، مما يعزز المخاوف من اتساع الفائض في المعروض.

وفي المقابل، ساهمت التوترات الجيوسياسية في الحد من الضغوط الهبوطية على الأسعار، إذ لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على إمدادات الطاقة العالمية. وقد أفادت مصادر بصناعة النفط بأن مصفاة “كيريتشي” الروسية أوقفت وحدة التقطير الرئيسية بعد هجوم بطائرة مسيّرة في الرابع من أكتوبر، مرجحة أن تستمر أعمال الإصلاح نحو شهر تقريبًا.

توقعات السوق
يترقب المستثمرون بيانات مخزونات النفط الأمريكية الصادرة عن معهد البترول الأمريكي لمعرفة اتجاهات العرض والطلب في السوق خلال الفترة المقبلة.

وقال فيل فلين، كبير المحللين في شركة “برايس فيوتشرز جروب”، إن “السوق يتحرك حاليًا ضمن نطاق عرضي في انتظار صدور بيانات المخزونات، والتي ستحدد على الأرجح المسار القادم للأسعار