أستمرار تراجع اسعار النفط الخام خلال تعاملات الجمعة الماضية

شهدت أسعار النفط تراجعًا خلال تعاملات الجمعة الماضية، حيث استمرت خسائر عقود النفط للجلسة الخامسة على التوالي، بعد أن فشلت في الحفاظ على أرباحها وتحولت إلى خسائر. هذا الأمر وضع النفط على طريق تكبد أكبر خسائره الأسبوعية هذا الشهر

أثناء تعاملات الجمعة الماضية، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.39% ليصل إلى 81.16 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.36% ليصل إلى 76.62 دولارًا للبرميل

تراجعت أسعار النفط وسط تجدد المخاوف من أن البيانات الاقتصادية القوية للنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة قد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة لفترة أطول مما كان متوقعًا، مما قد يؤثر سلبًا على حجم الطلب على النفط الخام في أكبر مستهلك للخام في العالم

أظهرت البيانات الصادرة في الولايات المتحدة أن القراءات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات تجاوزت التوقعات لكل من القطاعين التصنيعي والخدمي، مشيرة إلى نمو اقتصادي قوي في نشاط القطاع الخاص الأمريكي خلال شهر مايو، حيث سجل القطاع الخدمي أعلى مستويات نشاطه في عام كامل، رغم استمرار تضخم الخدمات بتسجيل قراءات مرتفعة. بعد صدور تلك البيانات القوية، تراجع تسعير السوق لاحتمالات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في شهري سبتمبر ونوفمبر بشكل حاد، مما أثار مخاوف من أن أسعار الفائدة الفيدرالية قد تظل مرتفعة لفترة أطول بكثير

جاء هذا وسط استمرار التصريحات المتشددة لأعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وإعرابهم عن القلق حيال بيانات التضخم الأخيرة، تزامنًا مع صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر مايو، والذي أظهر أن الأعضاء يتوقعون استمرار أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول، مع إشارة بعض الأعضاء إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج أيضًا إلى رفع الفائدة بشكل أكبر. أثر هذا بشكل واضح على أسعار النفط، حيث تحولت عقود الخام من الأرباح إلى الخسائر بفعل تغير التوقعات حيال قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، مما دفع أسعار النفط إلى التداول عند أدنى مستوياتها منذ نهاية شهر فبراير الماضي. مع احتساب خسائر اليوم أيضًا، فإن عقود خامي النفط القياسيين تتجه نحو تكبد أكبر خسائرها الأسبوعية منذ بداية هذا الشهر، بعد هبوط العقود الآجلة لكل من برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 3.5%، أو ما يقرب من 3 دولارات للبرميل

توقعات سوق النفط

تتجه أنظار المستثمرين في سوق النفط الآن إلى الاجتماع المرتقب لتحالف الدول المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) المقرر عقده في بداية الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن يناقشوا تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا أم لا

يحافظ منتجو النفط في أوبك+ على تخفيضات كبيرة في الإنتاج مع اقترابهم من اجتماع محوري في 2 يونيو لتحديد خطواتهم السياسية المقبلة. وتهدف هذه التخفيضات، التي يبلغ مجموعها حاليًا حوالي 5.86 مليون برميل يوميًا، إلى إدارة العرض ويمكن تمديدها إلى ما بعد انتهاء صلاحيتها الحالية في النصف الأول من عام 2024. تشمل هذه التخفيضات المستمرة خفضًا قدره 1.3 مليون برميل يوميًا من السعودية وروسيا، كجزء من خفض إجمالي يبلغ حوالي 900,000 برميل يوميًا

تُضاف هذه التخفيضات إلى التخفيضات البالغة 3.66 مليون برميل يوميًا التي اتفقت عليها أوبك+ سابقًا في أواخر عام 2022، والتي تسري أيضًا حتى نهاية عام 2024. تمثل التخفيضات مجتمعة حوالي 5.7% من الطلب العالمي اليومي على النفط

فيما يتعلق بأهداف الإنتاج المحددة للنصف الأول من عام 2024، حددت دول أوبك+ التزاماتها، حيث تعهدت الجزائر بخفض الإنتاج بمقدار 0.051 مليون برميل يوميًا، مع هدف إنتاج ضمني يبلغ 0.908 مليون برميل يوميًا بعد التخفيضات. وبالمثل، التزمت المملكة العربية السعودية بتخفيض كبير قدره مليون برميل يوميًا، مما سيخفض إنتاجها المستهدف إلى 8.978 مليون برميل يوميًا