أستقرار أسعار الذهب خلال معاملات أمس الثلاثاء

استقرت أسعار الذهب مع تسجيل تحركات محدودة خلال تداولات يوم أمس الثلاثاء، حيث فقد الذهب حوالي 5 دولارات من قيمته، ويتم تداوله حاليًا فوق مستوى 2510 دولارات للأوقية. يأتي ذلك في ظل استقرار مؤشر الدولار الأمريكي خلال التعاملات

في تداولات يوم أمس الثلاثاء، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.29%، أي ما يعادل 7.00 دولارات للأوقية، ليتم تداولها بالقرب من مستوى 2548 دولاراً للأوقية. وبالمثل، انخفضت أسعار العقود الفورية للذهب بنسبة 0.26%، أي بما يعادل 7.00 دولارات، ليتم تداولها قرب مستوى 2510 دولارات للأوقية

شهدت أسعار الذهب تحركًا محدودًا خلال التداولات وسط ترقب الأسواق لصدور بيانات اقتصادية هامة قد تؤثر على حركة الأسواق، مثل بيانات ثقة المستهلك الأمريكية التي ستصدر لاحقًا اليوم، مما قد يؤثر على تداولات الدولار. تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف مع استقرار مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بالقرب من مستوى 100.86 نقطة. كما تأثرت أسعار الذهب سلبًا بارتفاع عائدات السندات الأمريكية بمختلف آجالها، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنسبة 1.02% ليصل إلى حوالي 3.856%، وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 20 عامًا بنسبة 0.80% ليصل إلى حوالي 4.229%. هذا الارتفاع في عائدات السندات شكل ضغطًا على أسعار الذهب

في هذا السياق، توقع مصرف جي بي مورجان أن يتجاوز سعر الذهب 2500 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2024، ويتوقع المصرف أن يصل السعر إلى 2600 دولار للأونصة في عام 2025. يُنظر إلى الذهب منذ فترة طويلة كاستثمار آمن، خاصة في الأوقات التي يشهد فيها الاقتصاد حالة من عدم الاستقرار. حتى أن مؤلف كتاب “الأب الغني والأب الفقير” روبرت كيوساكي نصح الأمريكيين بالاستثمار في الذهب والفضة في ظل توقعاته بحدوث ركود عالمي وشيك

حدد خبراء جي بي مورجان عدة عوامل رئيسية تسهم في هذا الارتفاع المتوقع. من بينها قيام البنوك المركزية، خصوصًا في البلدان النامية، بشراء كميات كبير من الذهب مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، مع التوقعات بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، يصبح الذهب وسيلة أكثر جاذبية للحماية من التضخم. بالإضافة إلى ذلك، تلعب حالة عدم اليقين الجيوسياسية دورًا في دفع أسعار الذهب للأعلى. وقال جريجوري شيرر، الذي يقود استراتيجية المعادن في جي بي مورجان، إن ارتفاع أسعار الذهب كان أقوى من المتوقع. وأوضح شيرر أن “انتعاش الذهب جاء في وقت أبكر مما كان متوقعًا، مع انفصاله عن العائدات الحقيقية.” وأضاف: “كنا متفائلين بشأن الذهب من الناحية الهيكلية منذ الربع الرابع من عام 2022، ومع ارتفاع أسعار الذهب إلى ما يزيد عن 2400 دولار في أبريل، جاء الارتفاع في وقت أبكر وكان أكثر حدة من المتوقع. لقد كان الأمر مفاجئًا بشكل خاص نظرًا لأنه تزامن مع تسعير تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية وارتفاع العائدات الحقيقية الأمريكية بسبب بيانات العمالة والتضخم الأقوى في الولايات المتحدة