هبوط أسعار النفط مع ضغوط أميركية لإبرام تسوية بين روسيا وأوكرانيا

انخفاض أسعار النفط مع تصاعد الضغوط الأميركية على روسيا لقبول خطة السلام

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس، مع تحول اهتمام الأسواق نحو التطورات الجيوسياسية، بعد تصاعد الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أوكرانيا لدفعها نحو قبول اتفاق سلام مع روسيا. هذا التحول عزز التوقعات بإمكانية تراجع المخاطر المتعلقة بالإمدادات على المدى المتوسط، ليطغى على التأثير الإيجابي لبيانات المخزونات الأميركية، ويحد من الزخم الصعودي الذي سجلته الأسعار في بداية الجلسة.

تداولات النفط الخام
استقرت عقود خام برنت عند 63.38 دولارًا للبرميل، منخفضة بمقدار 13 سنتًا أو 0.2%، بينما أنهى خام غرب تكساس الوسيط الأميركي الجلسة عند 59.14 دولارًا للبرميل بتراجع بلغ 30 سنتًا أو 0.5%. ويعكس هذا الأداء حالة من الحذر والترقب بين المتعاملين في ظل تضارب العوامل الداعمة والضاغطة على السوق.

العوامل المؤثرة في السوق
شهدت الأسعار ارتفاعًا في بداية الجلسة بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي أظهرت انخفاض مخزونات الخام بمقدار 3.4 مليون برميل إلى 424.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 14 نوفمبر، متجاوزة توقعات الأسواق البالغة 603 آلاف برميل فقط. وقد دعم هذا الانخفاض أسعار الخام مؤقتًا، نتيجة زيادة معدلات التكرير وتحسن هوامش الربح، إلى جانب ارتفاع الطلب على صادرات النفط الأميركي.

مع ذلك، سرعان ما تحولت معنويات السوق مع تصاعد الحديث عن خطة السلام الأميركية–الروسية، والتي تشمل تنازلات إقليمية وخفض حجم القوات الأوكرانية، وهو ما زاد حالة عدم اليقين بشأن تأثير الصراع على تدفقات الطاقة العالمية. تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي أشار فيها إلى دراسة المقترح والتشاور مع الولايات المتحدة، أبقت الباب مفتوحًا أمام احتمالات التسوية، ما عزز رهانات بعض المستثمرين على إمكانية تخفيف العقوبات أو تأجيلها، لا سيما فيما يتعلق بالشركتين الروسيتين “روس نفط” و”لوك أويل”، حيث يُنظر إلى دخول العقوبات حيز التنفيذ أو تأجيلها كعامل رئيسي في تحديد مسار الأسعار على المدى القريب.

في الوقت نفسه، أظهرت البيانات الأميركية ارتفاع مخزونات البنزين والمقطرات لأول مرة منذ أكثر من شهر، ما أعطى إشارات تحذيرية بشأن تباطؤ محتمل في الاستهلاك، وقلّص التفاؤل بشأن قوة الطلب الفعلي على الخام.

التحليل الفني
من الناحية الفنية، تذبذبت الأسعار داخل نطاقات ضيقة، حيث عجز خام برنت عن الحفاظ على مكاسبه أعلى مستوى 64 دولارًا، وفشل خام غرب تكساس في الاستقرار فوق 60 دولارًا. ويشير هذا إلى وجود ضغوط بيعية عند مستويات المقاومة، مقابل دعم محدود من بيانات المخزونات الأميركية.

النظرة المستقبلية
يبقى اتجاه أسعار النفط مرتبطًا بشكل مباشر بتطورات ملف السلام بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى مصير العقوبات الأميركية على الشركات الروسية. وفي حال اقتراب التوصل إلى اتفاق، قد تتزايد الضغوط على الأسعار نتيجة توقعات تحسن الإمدادات، بينما قد يعيد تشديد العقوبات أو تعثر المفاوضات دعم الأسعار، خاصة إذا استمرت المخزونات الأميركية في الانخفاض بوتيرة أسرع من التوقعات