هبوط أسعار المعدن الأصفر عقب بيانات أمريكية هامة نهاية الأسبوع الماضي

تراجعت أسعار الذهب بنحو 25 دولاراً في تعاملات الجمعة الماضية، بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي أظهر تحسناً ملحوظاً فاق التوقعات في سوق العمل، مما يعكس مرونة الاقتصاد الأمريكي المستمرة

أداء الذهب في التداولات: في تداولات الجمعة، انخفضت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.85% لتصل إلى 2,633.02 دولار للأوقية، بعد أن كانت قد ارتفعت بنسبة 0.1% في بداية الجلسة. كذلك، تراجعت أسعار العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.66% لتسجل 2,661.50 دولار للأوقية

تأثير بيانات سوق العمل الأمريكي: أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية زيادة قدرها 254 ألف وظيفة في شهر سبتمبر، متجاوزة الزيادة المعدلة لشهر أغسطس التي بلغت 159 ألفاً، وكذلك التوقعات التي أشارت إلى 140 ألفاً. كما انخفض معدل البطالة إلى 4.1% مقارنة بـ 4.2% في أغسطس، وتفوق متوسط الأجور بالساعة، الذي ارتفع بنسبة 4.0% على أساس سنوي، على التوقعات البالغة 3.8%

بعد هذه البيانات، خفّضت الأسواق توقعاتها بشأن احتمالية قيام الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر، لتتحول إلى ترجيح خفض بمقدار 25 نقطة أساس فقط، مع احتمال وصل إلى 90%. وأدى ذلك إلى تعزيز الدولار الأمريكي، حيث ارتفع مؤشره بنسبة 0.58% ليصل إلى 102.5 نقطة، ما جعل الذهب المسعّر بالدولار أقل جاذبية نتيجة ارتفاع تكلفة شرائه

تحليل الانخفاض في أسعار الذهب: يُعزى تراجع الذهب إلى عمليات جني الأرباح وتصفيات من بعض متداولي التجزئة على المدى القصير. ومع ذلك، تبقى التوقعات بعودة الذهب إلى المسار الصعودي قوية، خاصة إذا ما تراجع إلى مستويات جاذبة للمستثمرين أو تجددت التوقعات بخفض 50 نقطة أساس بعد بيانات التوظيف. كما أن تجدد التوترات في الشرق الأوسط، خصوصاً إذا قامت إسرائيل بالرد على الضربة الإيرانية الأخيرة، قد يدعم ارتفاع أسعار الذهب مستقبلاً

ورغم تصاعد مخاطر تحول الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، فإن أسعار الذهب لم تستفد بشكل كبير من تدفقات الملاذ الآمن. ويعود ذلك إلى استمرار الدعم للدولار بفعل تراجع توقعات خفض الفائدة الكبيرة من قبل الفيدرالي الأمريكيش