فائض المعروض وتراجع الطلب الأمريكي يدفعان أسعار النفط للانخفاض

تراجع أسعار النفط الخام مع تجدد المخاوف بشأن الطلب الأمريكي وتصاعد التوترات الجيوسياسية
انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس متخلية عن جزء من المكاسب القوية التي سجلتها في وقت سابق من الأسبوع، حيث ضغطت مؤشرات ضعف الطلب الأمريكي على الوقود في نهاية موسم الصيف، في وقت تستمر فيه التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وروسيا بدعم الأسواق.

تداولات النفط الخام
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر بنسبة 0.3% لتسجل 67.26 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5% لتبلغ 63.38 دولارًا للبرميل.

العوامل المؤثرة في السوق
على الصعيد الجيوسياسي، شنت إسرائيل هذا الأسبوع هجمات على أهداف تابعة لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة أثارت قلقاً بشأن احتمالية تقويض محادثات السلام الجارية مع الحركة الفلسطينية. ورغم أن أسعار النفط ارتفعت في البداية بنسبة 2% بعد الهجوم، فإنها قلصت هذه المكاسب لاحقاً. كما دعمت الأسواق التوقعات بفرض عقوبات أشد على صادرات النفط الروسية، مع احتمال أن يدعو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض رسوم إضافية على الهند والصين، أكبر مستوردي الخام الروسي.

في الوقت نفسه، أظهرت البيانات الأمريكية ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 3.93 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر، مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 1.9 مليون برميل. كما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير بشكل حاد، في إشارة إلى تباطؤ الطلب في أكبر مستهلك للوقود عالمياً بعد موسم صيف شهد نشاطاً قوياً في السفر.

وعلى صعيد التوازن بين العرض والطلب، أشار التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج النفط العالمي قد يتجاوز التوقعات السابقة هذا العام. وتوقعت الوكالة ارتفاع الإنتاج بمقدار 2.7 مليون برميل يومياً في 2025 مقارنة بتقدير سابق بلغ 2.5 مليون برميل يومياً، مع زيادة إضافية بمقدار 2.1 مليون برميل يومياً العام المقبل. ورغم هذه التقديرات، حذرت الوكالة من أن العرض يواجه تحديات متضاربة بسبب احتمالية فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران، بالتوازي مع تقييم الأسواق لخطط منظمة أوبك وحلفائها لزيادة الإنتاج.

في المقابل، استفادت أسعار النفط في وقت سابق من الأسبوع من مخاوف الإمدادات عقب التصعيد في كل من روسيا والشرق الأوسط. فقد أسقطت بولندا طائرات روسية مسيّرة فوق مجالها الجوي خلال هجوم روسي غرب أوكرانيا، في خطوة مثّلت أول عمل عسكري مباشر من قوات الناتو في الصراع الممتد بين موسكو وكييف. ورغم المخاوف الأولية من اتساع نطاق المواجهة، أكدت موسكو أن التوغل لم يكن مقصوداً، وأبدت استعدادها لمناقشة الحادث مع الجانب البولندي