ضغوط على الذهب مع ابتعاده عن ذروة تاريخية قبيل صدور بيانات اقتصادية في الولايات المتحدة

تراجع أسعار الذهب مدفوعًا بصعود الدولار الأميركي في تعاملات الأربعاء
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال جلسة الأربعاء مع قوة الدولار الأميركي، لينخفض المعدن النفيس من قمته القياسية التي بلغها في الجلسة السابقة، وسط حالة ترقب واسعة في الأسواق لبيانات اقتصادية مرتقبة قد تمنح إشارات أوضح بشأن مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي.

تداولات الذهب
انخفض الذهب في السوق الفورية بنسبة 0.8% مسجلًا 3,734.58 دولار للأونصة بحلول الساعة 01:56 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:56 بتوقيت غرينتش)، بعدما صعد إلى مستوى قياسي عند 3,790.82 دولار يوم الثلاثاء. وفي المقابل، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر في الولايات المتحدة بنسبة 1.2% لتغلق عند 3,768.1 دولار.

العوامل المؤثرة على تحركات الذهب
جاء التراجع متزامنًا مع ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي بنحو 0.6%، ما جعل الذهب المقوم بالدولار أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى، إلى جانب صعود عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات. ولا يزال المعدن الأصفر يتأثر بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة، فضلًا عن استمرار التوترات الجيوسياسية المرتبطة بروسيا، وهو ما يعزز من حذر المستثمرين قبل صدور بيانات اقتصادية محورية.

وكان جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، قد أكد الثلاثاء على ضرورة تحقيق توازن دقيق بين ضغوط التضخم المستمرة وتباطؤ سوق العمل، دون تقديم إشارات جديدة بشأن توجهات أسعار الفائدة. وتشير بيانات أداة CME FedWatch إلى تسعير الأسواق لخفضين إضافيين للفائدة هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، الأول في أكتوبر مع احتمال بنسبة 94%، والثاني في ديسمبر باحتمال 77%.

وجاءت تصريحات باول بعد أسبوع واحد من قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعًا، مع الإشارة إلى إمكانية اتخاذ خطوات إضافية لتخفيف السياسة النقدية. وقد استفاد الذهب من هذه الخطوة بقوة، إذ أن بيئة الفائدة المنخفضة عادة ما تعزز جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل المعدن الأصفر.

من جانب آخر، زادت توقعات المزيد من التيسير النقدي بعد صدور بيانات اقتصادية ضعيفة، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات لشهر سبتمبر نموًا دون المتوقع في قطاعي التصنيع والخدمات، في ظل استمرار الضغوط على الشركات الأميركية من الرسوم الجمركية، وثبات معدلات التضخم، وتباطؤ إنفاق المستهلكين.

ترقب البيانات المقبلة
تركز الأسواق الآن على بيانات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة المنتظر صدورها الخميس، يليها تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة، وهو المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم. وعلى الصعيد الجيوسياسي، أفادت القوات الأوكرانية بأنها استهدفت ليل الثلاثاء محطتي ضخ نفط في منطقة فولغوغراد الروسية.

ويظل الذهب ملاذًا آمنًا في فترات الاضطراب الاقتصادي والجيوسياسي، فيما تعزز بيئة الفائدة المنخفضة جاذبيته باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا