صعود أسعار النفط الخام بدعم من تباطؤ التضخم الأمريكي ومخاوف من نقص المعروض العالمي

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء، بعد تسجيلها أعلى مستوياتها في عدة أشهر خلال الجلسة السابقة. جاء هذا الصعود مدعومًا ببيانات تضخم أمريكية ضعيفة، عقوبات جديدة على صادرات النفط الروسية، وانخفاض كبير في مخزونات الخام الأمريكية

أداء أسعار النفط
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4% لتصل إلى 82.35 دولارًا للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم مارس بنسبة 0.4% لتصل إلى 79.01 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2% يوم الأربعاء بعد أن أظهر تقرير التضخم الأمريكي تباطؤًا، مما أعاد التوقعات بخفض أسعار الفائدة. يُتوقع أن يدعم خفض أسعار الفائدة النمو الاقتصادي، مما يزيد من الطلب على النفط

بلغ مؤشر أسعار المستهلك لشهر ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 0.4%، بما يتماشى مع التوقعات، بينما أظهر المقياس الأساسي تباطؤًا مقارنة بالمستوى المتوقع. ساهمت هذه البيانات في رفع التوقعات بتوجه أقل تشددًا من الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يؤدي إلى ضعف الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على السلع الأساسية، بما في ذلك النفط الخام

مع تراجع مخاوف تشديد السياسة النقدية، توقعت الأسواق خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في عام 2025. أسعار الفائدة المنخفضة تجعل الاقتراض أكثر سهولة، مما يعزز الإنفاق والنشاط الاقتصادي. بدوره، يؤدي النشاط الاقتصادي المتزايد إلى زيادة الطلب على النفط نتيجة لارتفاع استهلاك الطاقة في قطاعات النقل والصناعة

كما أن ضعف الدولار الأمريكي، الذي انخفض مؤشره بنسبة 0.1% يوم الخميس، جعل النفط المسعّر بالدولار أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، مما ساهم في دعم الأسعار

العقوبات على صادرات النفط الروسية
في خطوة استراتيجية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الروسية. ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، قد تعطل هذه العقوبات سلاسل توريد النفط الروسية، مما يزيد من تشديد سوق النفط العالمية

استهدفت العقوبات الكيانات المسؤولة عن أكثر من ثلث صادرات النفط الروسية والإيرانية في عام 2024، بهدف تقليص قدرتها على نقل وبيع النفط. أثارت هذه الإجراءات مخاوف بشأن نقص الإمدادات المحتمل، مما أدى إلى ضغوط تصاعدية على أسعار النفط