ساكسو بنك يتوقع مفاجأة للذهب.. مستويات قياسية جديدة في الأفق
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع في “ساكسو بنك”، إن الأسواق المالية العالمية تمر بحالة من التوتر على المستويين الفني والمعنوي، بالتزامن مع تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح أن الخطاب المرتقب لترامب قد يحمل مفاجآت تؤثر بشكل كبير على قرارات المستثمرين واتجاهات الأسواق
وأضاف هانسن أن ضعف أداء الدولار، رغم التوقعات بارتفاعه، يعكس تصاعد المخاوف بشأن تراجع الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، مع توجه رؤوس الأموال نحو أسواق أخرى. كما أشار إلى أن أوروبا تستعد لإطلاق حزمة تحفيز مالي شاملة، مما يجعلها وجهة استثمارية أكثر جذبًا في الفترة المقبلة
الذهب يستعيد زخمه الصعودي
أكد هانسن أن البيانات الاقتصادية الضعيفة، إلى جانب تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية، تواصل الضغط على “وول ستريت”، مما أدى إلى تراجع الأسهم وعوائد السندات، في حين عاد الذهب إلى الارتفاع
وأشار إلى أن المعدن النفيس تمكن من استعادة زخمه الصعودي بعد تراجع طفيف لم يكسر مستويات الدعم الرئيسية، حيث يتم تداوله حاليًا فوق 2,900 دولار للأوقية، مع تركيز المستثمرين على حاجز 3,000 دولار باعتباره مستوى نفسيًا مهمًا
كما أوضح أن الأسواق تتفاعل مع التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة، ما زاد من احتمالات حدوث “التضخم الركودي”—وهو مزيج من تباطؤ النمو وارتفاع التضخم والبطالة. وبيّن أن هذه المؤشرات تدعم توقعات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة خلال العام، مع تزايد التقديرات بأن التخفيضات قد تتجاوز ثلاثة، مقارنة بتوقع وحيد في بداية العام
آفاق الذهب ومستويات مستهدفة جديدة
شدد هانسن على أن العوامل الأساسية لا تزال تدعم الاتجاه الصعودي للذهب، خاصة مع استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاوف بشأن الديون العالمية. كما أشار إلى أن التراجع التدريجي للدولار قد يمهد الطريق لاختراق مستويات مقاومة رئيسية أخرى، مما قد يعزز مكاسب الذهب
وذكر أن الذهب الفوري سجل ارتفاعًا بنسبة 11% منذ بداية العام، وهو في طريقه لتحقيق مكاسب سنوية قد تصل إلى 38%، رغم التقلبات التي تشهدها الأسواق نتيجة السياسات الاقتصادية الأمريكية
أما بخصوص المستويات المستهدفة، فقد أشار هانسن إلى أن السعر المستهدف الجديد للذهب تم رفعه إلى 3,300 دولار للأوقية، بعدما تمكن المعدن من التعافي قبل ملامسة مستويات تصحيح “فيبوناتشي” الرئيسية
وفيما يتعلق بتحركات المستثمرين، أوضح أن الاعتقاد السائد بأن السوق مشبعة بمراكز شراء الذهب لا تدعمه البيانات الفعلية، حيث لا يزال الطلب قويًا، بدليل ارتفاع حيازات الصناديق المدعومة بالذهب خلال الشهر الماضي، رغم بقائها دون المستويات القياسية المسجلة في عام 2022
واختتم هانسن حديثه بالتأكيد على أن الذهب لا يزال خيارًا استثماريًا رئيسيًا في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، متوقعًا أن تشهد الأسواق تحركات قد تدفع المعدن النفيس نحو مستويات قياسية جديدة غير مسبوقة