ترامب: لدينا نفط أكثر من السعودية وروسيا.. ويضع منظمة أوبك تحت الاختبار
شهدت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا أمس مقارنة ببقية السلع مثل الذهب والفضة التي تأثرت بشكل كبير بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية وارتفاع مؤشر الدولار. لكن للنفط وضع خاص
دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي العائد إلى السلطة، معروف بدعمه الكبير لتعزيز إنتاج النفط المحلي، وأكد ذلك في خطاب ألقاه الأربعاء في فلوريدا قبيل إعلان فوزه بالبيت الأبيض. وذكر أن الولايات المتحدة تملك احتياطيات نفطية تفوق تلك في السعودية وروسيا، مشيرًا إلى روبرت كينيدي جونيور، الداعم له، والذي وعده ترامب بمكان في إدارته، واصفًا النفط بـ”الذهب السائل” والسلعة التي يجب حمايتها. جاءت إشارات ترامب لكينيدي جونيور بسبب نشاط الأخير في مجال البيئة وميله لتقليل الاعتماد على النفط
وصل إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية خلال إدارة بايدن، التي عدلت تدريجيًا سياساتها تجاه القطاع، رغم وعودها البيئية
حاليًا، تتراوح عقود النفط الأمريكي بين 70 و75 دولارًا للبرميل، وهو سعر أقل من المطلوب لتحقيق التوازن المالي للعديد من المنتجين في ظل ضعف الطلب وزيادة المعروض. وقد تؤدي زيادة مشاريع الحفر إلى انخفاض الأسعار، مما يقلل من إيرادات المنتجين، حسب كول سميد، رئيس شركة “سميد كابيتال”، الذي أشار إلى صعوبة تحقيق أرباح عند مستوى 52.50 دولارًا للبرميل إذا بدأت عقود فيدرالية جديدة
وأضاف سميد: الشركات الاستثمارية لن تسمح بزيادة كبيرة في الإنفاق الرأسمالي الآن، بعد أن تعلمت أهمية التدفق النقدي الحر
ميزة تنافسية للولايات المتحدة
تعد الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط عالميًا، بحصة تبلغ 22% من الإنتاج العالمي، تليها السعودية بنسبة 11%. ويستهلك أغلب الإنتاج الأمريكي محليًا
وصرّح باتريك بويانيه، الرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجي”، بأن الولايات المتحدة تتمتع بميزة تنافسية كبيرة في الطاقة، مشيرًا إلى أن ذروة الطاقة الأمريكية تحقق استفادة كبرى، ومن غير المرجح أن يتخلى أي رئيس قادم عن هذه الميزة
وترى السوق أن أسعار النفط قد تتراجع إذا شجع ترامب الإنتاج المحلي. إلا أن أميتا سين، مؤسسة “إنرجي أسبيكتس”، ترى أن تشديد العقوبات قد يعكس هذا الاتجاه، حيث أوضحت أن النفط الإيراني المخفف يدخل الأسواق نتيجة لتخفيف العقوبات، وأن هذا التدفق قد ينخفض بنحو مليون برميل يوميًا إذا شددت العقوبات مرة أخرى
ويرى سميد أن انخفاض الأسعار سيضع منتجين، خاصة من لديهم تكاليف إنتاج عالية، في وضع صعب، مؤكدًا أن تكلفة الإنتاج هي العامل الأهم في السياسات الأمريكية
أوبك تواجه تحديات جديدة
تتعارض سياسة ترامب الداعمة للإنتاج مع خطط أوبك+ التي قررت الإبقاء على تخفيض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا للحفاظ على الأسعار ضمن نطاق أعلى من 70 دولارًا للبرميل. ورغم أن بعض دول أوبك تسعى لاستئناف زيادة الإنتاج لتعزيز عائداتها، قد تشكل زيادة المعروض الأمريكي تحديًا يهدد أهداف أوبك+ للحفاظ على استقرار الأسعار