تراجع أسعار النفط بأكثر من 2% وسط تصعيد تجاري ومخاوف اقتصادية

النفط يفتتح الأسبوع على تراجع حاد مع تصاعد التوترات التجارية

شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا كبيرًا في بداية تداولات الأسبوع، متأثرة باستمرار التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وما صاحبه من مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وضعف الطلب على الطاقة

تداولات النفط خلال الاثنين

خلال تعاملات يوم الاثنين، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.8% لتسجل 63.76 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.9% لتصل إلى 60.17 دولارًا للبرميل، مواصلة بذلك سلسلة الخسائر التي بدأت الأسبوع الماضي

عوامل الضغط على السوق

هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، بعد خسائر تجاوزت 10% خلال الأسبوع الماضي، منها تراجع بنسبة 6% يوم الجمعة وحده. جاء هذا الانخفاض نتيجة تصعيد الحرب التجارية، حيث رفعت الصين الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، مما زاد من التوترات وأثار قلق المستثمرين بشأن ركود اقتصادي محتمل

في هذا السياق، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأحد، أن الأسواق “عليها التأقلم” مع الرسوم الجمركية، واصفًا إياها بأنها “دواء ضروري”. وشدد على أن هذه الرسوم ستستمر حتى يتم معالجة العجز التجاري الأمريكي، في إشارة إلى عدم وجود نية للتراجع عن الإجراءات المفروضة

في المقابل، ردت الصين – أكبر مستورد عالمي للنفط – بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على كافة الواردات الأمريكية، ضمن إجراءات مضادة لرسوم ترامب، التي بلغت نسبتها التراكمية 54%. كما ألمحت بكين إلى استعدادها لاتخاذ مزيد من التدابير التصعيدية

توقعات الطلب ومخاوف الركود

أشار محللو بنك ING إلى أن حجم عمليات البيع يعكس قلقًا متزايدًا بشأن تراجع الطلب العالمي على النفط. ووفقًا لتقديراتهم، توحي الأسعار الحالية بانخفاض محتمل في الطلب بنحو مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام، ما يعني ثباتًا في مستوى الاستهلاك مقارنة بالعام الماضي

وفي ذات السياق، رفعت “غولدمان ساكس” احتمالات حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى 45% خلال الأشهر الـ12 المقبلة، كما خفضت توقعاتها لأسعار النفط. وبدوره، رفع “جي بي مورغان” تقديراته لاحتمالات الركود العالمي إلى 60%، وهو ما زاد من الضغط السلبي على الأسواق

زيادة مرتقبة في المعروض

زادت الضغوط على أسعار النفط بعد إعلان عدد من دول أوبك+ نيتها زيادة الإنتاج خلال مايو المقبل، وهو ما أثار مخاوف بشأن تخمة المعروض في الأسواق. وأوضح محللون أن هذه الخطوة قد تكون محدودة التأثير فعليًا، خاصة مع اقتراب موعد تخفيضات التعويض لبعض الدول التي تجاوزت حصصها سابقًا

وأشار الخبراء إلى أن الطلب عادةً ما يشهد انتعاشًا موسميًا خلال الصيف في نصف الكرة الشمالي، نتيجة زيادة حركة السفر والاستهلاك، إلى جانب ارتفاع استخدام النفط لأغراض التبريد، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط

توقعات مستقبلية للأسعار

بحسب تقديرات “جي بي مورغان”، من المتوقع أن تبلغ أسعار خام برنت نحو 64 دولارًا للبرميل بنهاية 2024، على أن تنخفض تدريجيًا إلى أقل من 60 دولارًا بحلول نهاية 2026، في حال استمرار مستويات الإنتاج الحالية من السعودية وروسيا ضمن إطار اتفاق أوبك+. كما توقع البنك أن يصل متوسط السعر إلى 73 دولارًا في 2025، ثم يتراجع إلى 61 دولارًا في 2026