انخفاض النفط مدفوعًا بمخاوف تباطؤ الطلب وسط ضبابية المشهد التجاري العالمي
شارك
أسعار النفط تتراجع وسط مخاوف الطلب والتوترات التجارية
سجلت أسعار النفط الخام تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، وسط استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات التجارية الأمريكية، إلى جانب تنامي القلق من تباطؤ الطلب العالمي على الخام
أداء الخام في جلسة الثلاثاء
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو بنسبة 1.4% لتستقر عند 63.90 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.3% لتغلق عند 61.22 دولارًا للبرميل
عوامل الضغط على السوق
تواجه أسعار النفط ضغوطًا كبيرة منذ بداية عام 2025، حيث هبطت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات، في ظل تصاعد المخاوف من تأثير التوترات التجارية العالمية على وتيرة الطلب. ولا تزال الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين – وهما أكبر مستهلكين للطاقة عالميًا – دون أي مؤشرات ملموسة على الانفراج، في وقت يستعد فيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لفرض رسوم جمركية أوسع نطاقًا
وجاء تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال حول نية ترامب تخفيف الرسوم الجمركية على السيارات دون أن يترك أثرًا إيجابيًا واضحًا في السوق، في ظل استمرار المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي
وأشار محللو بنك ING إلى أن أحدث البيانات الاقتصادية الأمريكية تعكس تباطؤًا ملحوظًا في الاقتصاد، بينما جددت الصين معارضتها للرسوم الأمريكية، مما أعاد إلى الواجهة هواجس تصعيد النزاع التجاري بين البلدين
ترقب بيانات اقتصادية هامة
ينتظر المستثمرون صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية خلال الأسبوع، من أبرزها مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي – مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي – بالإضافة إلى تقرير الوظائف الشهري، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، إلى جانب أرقام الوظائف الشاغرة لشهر مارس
عوامل جيوسياسية إضافية
كما تعرضت أسعار النفط لضغوط إضافية بفعل إعلان روسيا عن هدنة مفاجئة مع أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام، تمتد من 8 إلى 10 مايو/أيار، تزامنًا مع احتفالات موسكو بالذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية. وقد أثارت هذه الخطوة بعض الآمال بإمكانية العودة إلى طاولة التفاوض، رغم تعثر المحادثات الجارية برعاية أمريكية
توقعات المعروض والقرار المرتقب من أوبك+
وتزايدت الضغوط على سوق الخام مع ترقب وصول إمدادات إضافية الشهر المقبل، حيث من المنتظر أن يعقد تحالف “أوبك+” اجتماعًا الأسبوع القادم، مع توقعات بزيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي. ورغم أن أساسيات السوق أظهرت تحسنًا أفضل من التوقعات مطلع العام، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى إمكانية تسجيل فائض في المعروض بنحو مليون برميل يوميًا خلال 2025، و1.5 مليون برميل يوميًا في 2026