انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف متزايدة بشأن تراجع الطلب وتوجهها نحو خسائر أسبوعية

سجلت أسعار النفط تراجعًا في ختام تعاملات الجمعة الماضية، متجهة نحو خسائر أسبوعية كبيرة، تحت ضغط من قوة الدولار واستمرار المخاوف المتعلقة بتراجع الطلب، لا سيما في الصين، أكبر مستورد للخام

خلال جلسة الجمعة، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت للتسليم في فبراير بنسبة 0.5٪، لتصل إلى 72.43 دولارًا للبرميل. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.4٪، لتسجل 68.91 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار النفط

1. تأثير قوة الدولار

تعرضت أسعار النفط لضغوط بفعل ارتفاع الدولار لأعلى مستوى له في أكثر من عامين، بعد إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة في العام المقبل
خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعًا، لكنه قلص توقعاته بشأن تخفيضات الفائدة في 2025 إلى احتمال تخفيضين فقط، نتيجة استمرار الحذر من التضخم وثبات الاقتصاد الأمريكي

2. استمرار الضغوط التضخمية

أظهرت بيانات يوم الجمعة أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) – وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي – ارتفع بنسبة 2.4٪ سنويًا في نوفمبر مقارنة بـ 2.3٪ في أكتوبر
أما المؤشر الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، فقد ظل عند 2.8٪ على أساس سنوي، مما يعكس استمرار الضغوط التضخمية

3. مخاوف الطلب العالمي

يزداد القلق بشأن تراجع الطلب العالمي، خاصة من الصين، التي سجلت انخفاضًا مطردًا في واردات النفط خلال عام 2024 بسبب تباطؤ اقتصادي مستمر
على الرغم من إعلان الحكومة الصينية عن خطط لتعزيز الإنفاق المالي لدعم النمو، لا يزال المستثمرون يترقبون تفاصيل واضحة حول هذه الإجراءات

4. قضايا العرض والمخاطر الجيوسياسية

تتزايد المخاوف من فائض المعروض في الأسواق، نتيجة احتمال زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة
وفي المقابل، قد يؤدي تشديد العقوبات على إيران إلى تقليص الإمدادات العالمية، خاصة في ظل إشارة أوبك وحلفائها إلى استمرار تخفيضات الإنتاج.
كما تدرس دول مجموعة السبع خيارات لتشديد سقف أسعار النفط الروسي، بما في ذلك خفض العتبة السعرية أو الحظر الكامل، ما قد يضع ضغوطًا إضافية على الإمدادات

5. عوامل سياسية واقتصادية أخرى

  • إغلاق الحكومة الأمريكية: قد يؤدي إلى تعطيل الأنشطة الاقتصادية والسفر داخل الولايات المتحدة

  • سياسات تجارية: لوّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي إذا لم يعالج العجز التجاري مع الولايات المتحدة، ما قد يؤثر على تجارة النفط والغاز بين الطرفين