انخفاض أسعار الذهب مع تلاشي الطلب على الملاذ الآمن إثر اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين وضعف مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي

تراجع أسعار الذهب بفعل قوة الدولار وصعود عوائد السندات الأمريكية
تراجعت أسعار الذهب بنحو 2% مع إغلاق تعاملات الأربعاء، مسجلة أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع، مدفوعة بتزايد التفاؤل حيال التجارة العالمية، مما حفّز شهية المستثمرين للمخاطرة وأبعدهم عن الملاذات الآمنة مثل الذهب

أداء الذهب في الأسواق
انخفض السعر الفوري للذهب خلال جلسة الأربعاء إلى أدنى مستوياته منذ 11 أبريل، متراجعًا بنسبة 2.1% ليصل إلى 3,188.52 دولارًا للأوقية، بعدما بلغ مستوى 3,174.62 دولارًا خلال التداولات. أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فقد انخفضت بنسبة 1.8% لتستقر عند 3,188.30 دولارًا للأوقية

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
وقال تاي وونغ، متداول مستقل في أسواق المعادن، إن “التحسن العالمي الناتج عن خفض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين أدى إلى تصحيح تقني في أسعار الذهب.”
وشهدت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت ارتفاعًا مع بداية الجلسة، بدعم من الاتفاق الجمركي بين أكبر اقتصادين في العالم، وسط توقعات بإبرام المزيد من الاتفاقيات التجارية

واتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير وتبني هدنة تجارية لمدة 90 يومًا لمناقشة تفاصيل إضافية. وفي مقابلة يوم الثلاثاء، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال التواصل المباشر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ لمناقشة تفاصيل الاتفاق التجاري، كما ألمح إلى مفاوضات جارية لعقد اتفاقيات مع الهند، اليابان، وكوريا الجنوبية

الذهب كملاذ آمن وتوقعات الأسعار
على الرغم من التراجع الأخير، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا في فترات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. وكان المعدن قد سجل ذروة تاريخية عند 3,500.05 دولارًا الشهر الماضي، ورغم الانخفاض الحالي، لا تزال أسعاره مرتفعة بنحو 21.6% منذ بداية العام
ومن المتوقع استمرار الضغط السلبي على الأسعار في المدى القصير، مع مستويات دعم رئيسية عند 3,136 دولارًا و3,073 دولارًا، واحتمال الوصول إلى 3,000 دولار

وينتظر المستثمرون حاليًا صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس، بعد بيانات أسعار المستهلكين التي جاءت دون التوقعات، مما قد يوفر رؤية أوضح لسياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية