النفط يهبط مع تمسك “أوبك+” بخطط زيادة الإنتاج رغم تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات الروسية

النفط يواصل التراجع مع تصاعد القلق من وفرة الإمدادات وضعف الطلب العالمي

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مواصلة خسائرها لليوم الثاني على التوالي، وسط تصاعد المخاوف بشأن تخمة المعروض وتراجع الطلب في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي وضغوط جيوسياسية متزايدة.

أداء أسعار النفط

بحلول الساعة 12:05 بتوقيت غرينتش (08:05 بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر بنسبة 0.8% إلى 68.21 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% لتسجل 65.65 دولارًا للبرميل. وكان كلا الخامين قد هبطا بأكثر من 1% خلال جلسة الاثنين، ليصلا إلى أدنى مستوياتهما في أسبوع.

عوامل الضغط على السوق

جاء هذا التراجع عقب إعلان تحالف “أوبك+” خلال عطلة نهاية الأسبوع عن رفع إنتاجه النفطي بواقع 547 ألف برميل يوميًا لشهر سبتمبر، وهي الزيادة الثانية على التوالي، ضمن خطة الخروج التدريجي من التخفيضات التاريخية التي استمرت ثلاث سنوات.

وأثار هذا القرار مخاوف واسعة من وفرة الإمدادات خلال الأشهر المقبلة، خاصةً مع مؤشرات متزايدة على تراجع الطلب العالمي، في ظل بيئة اقتصادية مضطربة.

تباطؤ اقتصادي عالمي يعمق الضغوط

في الولايات المتحدة، ساهمت بيانات التوظيف الأخيرة في تعزيز المخاوف من تباطؤ الاقتصاد، حيث أظهرت أرقام شهر يوليو نمواً أقل من المتوقع، إلى جانب مراجعات هبوطية لأرقام الشهور السابقة. كما زادت حالة عدم اليقين بفعل التوترات التجارية المستجدة بعد فرض إدارة ترامب رسوماً جمركية جديدة.

وفي الصين، أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات تراجعًا غير متوقع في النشاط الصناعي، ما أثار القلق بشأن الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.

التهديدات الأمريكية تدعم الأسعار جزئيًا

ورغم التراجعات، وجدت الأسعار بعض الدعم الأسبوع الماضي بعد تهديدات أمريكية بفرض عقوبات إضافية على صادرات النفط الروسي. فقد أعلن الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الهند، وهدد بإجراءات أكثر صرامة في حال استمرارها في شراء الخام الروسي، وسط تحذيرات مماثلة تجاه الصين.

وأشار محللو بنك ING إلى أن وقف الهند لوارداتها من النفط الروسي قد يعرض نحو 1.7 مليون برميل يوميًا للخطر، وهو ما قد يُقلص فائض الإمدادات المتوقع في الربع الرابع من هذا العام وفي عام 2026، ما قد يمهّد الطريق أمام “أوبك+” لتقليص تدريجي للإمدادات مجددًا.

وأضافوا أن أي خطوات أمريكية إضافية لاستهداف تدفقات النفط الروسي إلى الصين قد تؤدي إلى اضطراب شديد في السوق، وتجبر “أوبك+” على استخدام المزيد من قدراتها الاحتياطية لتعويض النقص المحتمل.