النفط يصعد بنسبة 1% مع ترقب الأسواق لتأثير العقوبات الغربية على روسيا

تعافت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الثلاثاء بعد جلسة اتسمت بالتذبذب، حيث حاول المتعاملون موازنة تأثير العقوبات الغربية على تدفقات الخام الروسي مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول بدء إدارته مقابلات لاختيار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الجديد، وهو المنصب الذي وجه انتقادات للرئيس الحالي جيروم باول بسبب إبقائه أسعار الفائدة دون تعديل.

تداولات النفط
أغلق خام برنت مرتفعاً 69 سنتاً، أو 1.07%، عند 64.89 دولار للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.39% أو 83 سنتاً ليغلق عند 60.74 دولار للبرميل. وخلال تعاملات بعد الظهر، تجاوزت العقود الآجلة للخام الأميركي مكاسب أكثر من دولار للبرميل لتسجل أعلى مستوى للجلسة عند 60.92 دولار، في أعقاب إعلان ترامب بدء مقابلات اختيار رئيس الفيدرالي، ما عزز معنويات السوق ودفعها نحو مزيد من المخاطرة، خاصة مع توقعات تكاليف الاقتراض المنخفضة التي عادة ما تدعم الطلب على النفط.

العوامل المؤثرة في السوق
على الصعيد الجيوسياسي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات المفروضة في أكتوبر على “روسنفت” و”لوك أويل” بدأت بالفعل تقليص عائدات النفط الروسية، مع توقع استمرار تأثيرها تدريجياً على حجم الصادرات. وفي الوقت نفسه، أوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن ترامب مستعد لتوقيع تشريع العقوبات على روسيا بشرط الاحتفاظ بالسلطة الكاملة على كيفية تنفيذها، مع الإشارة إلى إمكانية إدراج إيران ضمن التشريع. وأكد كيلدوف أن هذه العقوبات الثانوية قد تحدث تأثيراً ملموساً على السوق، لا سيما في حال أدى ذلك إلى تقليص الإمدادات الروسية، وهو ما يعتبر عاملاً داعماً للأسعار.

من جانب الإمدادات الفعلية، استأنف ميناء نوفوروسيسك الروسي تحميل النفط يوم الأحد بعد توقف دام يومين بسبب هجوم أوكراني بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وفقاً لمصادر في القطاع وبيانات LSEG. وكانت صادرات نوفوروسيسك وخط أنابيب كونسورتيوم المجاور — التي تمثل نحو 2.2 مليون برميل يومياً، أي ما يقرب من 2% من الإمدادات العالمية — قد توقفت يوم الجمعة، ما دفع الأسعار للارتفاع بأكثر من 2% في تلك الجلسة.

توقعات الأسعار المستقبلية
وفي تحليلات المؤسسات المالية، توقعت “غولدمان ساكس” يوم الاثنين أن أسعار النفط قد تواجه ضغوطاً هبوطية حتى عام 2026 بفعل فائض الإمدادات العالمي، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن خام برنت قد يتجاوز 70 دولاراً للبرميل خلال عامي 2026/2027 إذا شهد الإنتاج الروسي تراجعاً إضافياً، مما يعكس حساسية السوق لأي تقلص محتمل في إمدادات النفط الروسية وتأثيره على التوازن بين العرض والطلب العالميين