النفط يتراجع مع استمرار مخاوف الطلب في الولايات المتحدة وتوقعات فائض المعروض

انخفاض أسعار النفط الخام مع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي
تراجعت أسعار النفط في ختام جلسة الجمعة، وسط ضغوط ناتجة عن وفرة الإمدادات وضعف الطلب، بينما يترقب المستثمرون أثر أول خفض للفائدة هذا العام من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على استهلاك الطاقة في الفترة المقبلة.

تداولات النفط الخام
أنهى خام برنت جلسة الجمعة منخفضاً بمقدار 76 سنتاً أو 1.1% ليغلق عند 66.68 دولار للبرميل، فيما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أكتوبر بمقدار 89 سنتاً أو 1.4% لتستقر عند 62.68 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، سجل خام برنت خسارة نسبتها 0.4%، بينما بقي خام غرب تكساس مستقراً دون تغيير يذكر عن مستويات الأسبوع السابق.

العوامل المؤثرة في السوق
كان الفيدرالي الأمريكي قد أقر خفضاً للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، مع إشارته إلى إمكانية المزيد من التيسير النقدي استجابة لضعف سوق العمل. ورغم أن خفض تكاليف الاقتراض يُنظر إليه عادة كعامل داعم للطلب على الطاقة، يرى محللون أن تأثير هذه الخطوة محدود، إذ إن خفض ربع نقطة مئوية قد لا يكفي لتحفيز الطلب بشكل ملموس، فيما قد يتطلب الأمر خفضاً أكبر بمقدار 50 نقطة أساس لإحداث أثر واضح في السوق.

كما أظهرت تقارير صادرة عن وكالات الطاقة، بما فيها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، استمرار المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، وهو ما كبَح توقعات تسجيل ارتفاع قوي في الأسعار. وزاد من الضغوط دخول موسم صيانة المصافي في الربيع والخريف، إضافة إلى بيانات المخزونات الأمريكية التي أظهرت ارتفاعاً أكبر من المتوقع بمقدار 4 ملايين برميل في مخزونات المقطرات، ما عزز المخاوف بشأن الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% إلى 97.6 نقطة بحلول الساعة 20:08 بتوقيت غرينتش، مسجلاً أعلى مستوى عند 97.8 وأدنى مستوى عند 97.2 نقطة، وهو ما أضاف ضغوطاً إضافية على الطلب بسبب ارتفاع تكلفة شراء النفط المقوم بالدولار.

الصورة الاقتصادية الأوسع
على الصعيد الاقتصادي الكلي، زادت البيانات الأمريكية من حدة القلق، إذ أظهرت تباطؤاً في سوق العمل وتراجع بناء المنازل للعائلات الفردية إلى أدنى مستوى منذ عدة سنوات خلال أغسطس، في ظل وفرة المعروض من الوحدات غير المباعة. هذا التراجع يعكس ضعف الزخم الاقتصادي ويمثل عاملاً إضافياً ضاغطاً على أسعار الخام.

وفي السياق السياسي، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته لخفض أسعار النفط كوسيلة للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن الحرب “ستنتهي إذا انخفضت أسعار النفط”، ومكرراً مطالبته الدول بالتوقف عن شراء الوقود من روسيا، العضو في تحالف أوبك بلس