الذهب ينتعش عقب خفض الفائدة والفضة تحقق رقماً قياسياً جديداً

عادت أسعار الذهب إلى الارتفاع يوم الأربعاء عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة، في وقت لا تزال فيه حالة عدم اليقين تسيطر على توقعات السياسة النقدية خلال العام المقبل، بينما واصلت الفضة تعزيز مكاسبها لتسجل مستويات غير مسبوقة.

تداولات الذهب
شهدت تعاملات الأربعاء ارتفاع الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى 4,236.57 دولار للأوقية عند الساعة 3:17 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:17 غرينتش)، في حين أغلقت عقود الذهب الأميركية لشهر فبراير على تراجع طفيف بنسبة 0.3% عند 4,224.70 دولار للأوقية.

أهم العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
جاء قرار الفيدرالي بخفض جديد للفائدة وسط انقسام واضح داخل لجنة السياسة النقدية، مع الإشارة إلى احتمال التوقف مؤقتًا عن المزيد من التخفيضات بانتظار مؤشرات أوضح بشأن مسار التضخم وقوة سوق العمل. هذا المزيج بين التيسير النقدي والحذر في التوجيه عزز شهية المستثمرين نحو الذهب، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.

وقال تاي وونغ، المتعامل المستقل في المعادن، إن رد فعل السوق جاء إيجابيًا: “المتعاملون رحبوا بالقرار، والذهب يتداول عند أعلى مستوياته خلال الجلسة بعد تجاوز مرحلة جني الأرباح.” ويستفيد الذهب عادة من بيئة الفائدة المنخفضة، حيث يزيد الطلب على الأصول التي لا تقدم عائداً.

ورغم أن غالبية صانعي السياسة يرون ضرورة خفض الفائدة قصيرة الأجل خلال العام المقبل، فإن الآراء داخل اللجنة جاءت متباينة، إذ رفض عدد من الأعضاء أي خفض إضافي، بينما توقع ثلاثة آخرون رفع الفائدة. وفي مؤتمره الصحفي، اكتفى رئيس الفيدرالي جيروم باول بالتأكيد على أن موقف السياسة النقدية جاهز للتعامل مع ما يستجد من أوضاع، دون تقديم توجيه واضح حول توقيت خفض جديد محتمل. وأضاف وونغ أن الأسواق تفاعلت إيجابياً مع تصريحات باول، إلا أن قدرة الذهب على تسجيل قمم تاريخية جديدة لا تزال غير محسومة.

تداولات الفضة
على الجانب الآخر، واصلت الفضة أداءها القوي، إذ ارتفع السعر الفوري إلى 61.85 دولار للأوقية، مسجلاً مستوى قياسياً جديداً. وحققت الفضة مكاسب ضخمة بلغت 113% منذ بداية العام، مستفيدة من ارتفاع الطلب الصناعي وانخفاض المخزونات وتصنيفها أميركياً كأحد المعادن الحيوية.

ويعكس الأداء القوي للفضة، وفق تقديرات المحللين، تدفق رؤوس الأموال المضاربية نحو أصول أكثر مخاطرة بعد تباطؤ صعود الذهب، إضافة إلى استمرار ضيق السوق المادية للفضة وظهور عجز واضح في المعروض خلال أكتوبر