الذهب يصعد من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع مع تجدد الإقبال على الملاذات الآمنة إثر تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة

ارتفاع أسعار الذهب في تعاملات الثلاثاء مدعومًا بالإقبال على الملاذات الآمنة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال التداولات الآسيوية ليوم الثلاثاء، مدفوعة بزيادة الإقبال على الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. جاء هذا الارتفاع بعد أن سجل الذهب أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع خلال الجلسة السابقة.

أداء الذهب في الأسواق

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى 3,002.68 دولار للأوقية، بعدما كان قد هبط دون مستوى 3,000 دولار في جلسة الإثنين، ليسجل أدنى مستوياته منذ 13 مارس، نتيجة توجه المستثمرين لتسييل مراكزهم لتعويض خسائرهم في أسواق أخرى

العوامل المؤثرة في حركة الذهب

في مذكرة تحليلية صادرة عن بنك “آي إن جي”، أوضح المحللون أن الذهب، رغم كونه ملاذًا آمنًا تقليديًا، قد يُباع أحيانًا من قبل المستثمرين لتغطية خسائرهم في أصول مالية أخرى. وقد ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر يونيو بنسبة 1% لتصل إلى 3,024.0 دولار للأوقية، بدعم من تجدد المخاوف بشأن التوترات التجارية وزيادة الإقبال على الأصول الآمنة

تجددت جاذبية الذهب كملاذ آمن بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية، ردًا على قرار بكين بزيادة الرسوم على المنتجات الأمريكية بنسبة 34%. وقد أثار هذا التصعيد مخاوف واسعة من اندلاع حرب تجارية شاملة، دفعت المستثمرين نحو الذهب. في المقابل، أصدرت وزارة التجارة الصينية تصريحات قوية أكدت فيها استعدادها “للقتال حتى النهاية” إذا مضت واشنطن في تنفيذ تهديداتها، مما عزز من حالة القلق في الأسواق وزاد من العزوف عن المخاطرة

دعم إضافي من تحركات الدولار والفائدة

ساهم تراجع الدولار الأمريكي في دعم أسعار الذهب، حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.4% خلال تعاملات الثلاثاء الآسيوية. كما عززت التوقعات المتزايدة بشأن احتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من الطلب على المعدن النفيس

بيانات داعمة من مجلس الذهب العالمي

أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي، الصادرة يوم الثلاثاء، أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت أكبر تدفق ربع سنوي منذ ثلاث سنوات، خلال الفترة من يناير إلى مارس 2025. وقد توجه المستثمرون إلى هذه الصناديق بحثًا عن ملاذ آمن في ظل تصاعد المخاوف من الركود والضغوط السياسية المتزايدة

وجاء هذا التوجه مدفوعًا بشكل رئيس بالحرب التجارية العالمية التي تفاقمت بعد إعلان الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات الأمريكية، وهو ما ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي وأثار قلقًا واسعًا في الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن أدوات تحوط فعالة مثل الذهب

نظرة مستقبلية

يرى المحللون أن تراجع الذهب في الجلسات السابقة قد يكون مؤقتًا، في ظل استمرار حالة عدم اليقين التجاري. ومن المرجح أن تستمر البنوك المركزية حول العالم في زيادة احتياطاتها من الذهب، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية المستمرة، مما يعزز من مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن على المدى الطويل