الذهب العالمي يقفز إلى مستويات قياسية غير مسبوقة
انطلقت أسعار الذهب العالمية بقوة خلال تعاملات الجمعة مسجلة مستويات تاريخية جديدة، بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي أظهرت ضعفاً واضحاً في سوق العمل، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي ودعم الطلب على المعدن النفيس
ارتفعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.8% إلى 3576 دولاراً للأونصة بعدما لامست مستوى قياسياً عند 3585 دولاراً، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 3578.50 دولار والمسجل يوم الأربعاء. وجاء الصعود مدفوعاً بمزيج من رهانات خفض الفائدة وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وسط الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية. وفي الوقت ذاته، صعدت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.75% إلى 3633 دولاراً للأونصة
بيانات التوظيف الأمريكية الأخيرة أظهرت أن الاقتصاد أضاف فقط 22 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية خلال أغسطس، مقارنة بتوقعات عند 75 ألف وظيفة، فيما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3% من 4.2%، بما يتماشى مع التقديرات. كما تضمنت بيانات يوليو مراجعات كبيرة ألغت 258 ألف وظيفة أُعلن عنها سابقاً في مايو ويونيو. وعلى إثر ذلك، أقال الرئيس ترامب رئيسة مكتب إحصاءات العمل، ورشح لاحقاً إي. جي. أنطوني لتولي المنصب. أما متوسط الأجور في الساعة فقد ارتفع 0.3% على أساس شهري و3.7% على أساس سنوي، مطابقاً للتوقعات
وجاء التقرير بعد بيانات أضعف من المتوقع من التي أظهرت إضافة القطاع الخاص 54 ألف وظيفة فقط في أغسطس، إضافة إلى ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأولية إلى 237 ألفاً، وهو أعلى مستوى منذ يونيو
وعلى الصعيد السياسي، يواصل الجدل بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي إلقاء بظلاله على الأسواق، خاصة بعد محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقالة محافظ الفيدرالي ليزا كوك وضغوطه المتكررة لخفض الفائدة. وفي سياق متصل، صرّح ترامب بأن الهند وروسيا بدتا وكأنهما فقدتا لصالح الصين، عقب قمة منظمة شنغهاي للتعاون في بكين، حيث ظهر قادة البلدين إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ
يُذكر أن الذهب، كأصل لا يدر عائداً، يستفيد عادة من بيئة انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع مستويات عدم اليقين، مما يجعله ملاذاً مفضلاً للمستثمرين في أوقات التقلبات الاقتصادية والسياسية