
استقرار أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لتأثيرات التعريفات الأمريكية
استقرت أسعار النفط يوم الجمعة وظلت على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية، بينما يقيّم المستثمرون تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تهديدات بفرض عقوبات إضافية
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 26 سنتًا أو ما يعادل 0.36% إلى 71.44 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 18 سنتًا أو بنسبة 0.26% إلى 69.08 دولارًا للبرميل
وارتدت الأسعار إلى الاستقرار يوم الجمعة بعد أن خسرت أكثر من 1% في الجلسة السابقة، إلا أن خام برنت وغرب تكساس لا يزالان في طريقهما لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 4.4% و6% على التوالي
وركز المستثمرون هذا الأسبوع على التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية على أسعار النفط، حيث من المقرر أن تدخل معظم هذه الرسوم حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الجمعة المقبل
وقد وقع الرئيس الأمريكي يوم الخميس أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و41% على الواردات القادمة من عشرات الدول والأقاليم التي لم تتوصل إلى اتفاقات تجارية مع واشنطن قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس، بما في ذلك كندا والهند وتايوان
بينما تمكنت دول مثل الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان والمملكة المتحدة من التوصل إلى اتفاقات مع الولايات المتحدة.
وقال سوبرو ساركار من بنك دي بي إس “نعتقد أن توصل السوق إلى اتفاقات تجارية مُرضية – إلى حد كبير باستثناء بعض الحالات – كان المحرك الرئيسي لصعود أسعار النفط في الأيام الأخيرة، وقد يمنح أي تقدم في المفاوضات مع الصين دفعة إضافية لثقة السوق النفطية”
كما تلقت أسعار النفط دعمًا هذا الأسبوع من تهديدات ترامب بفرض تعريفات ثانوية بنسبة 100% على مشتري النفط الروسي، في محاولة للضغط على موسكو لوقف حربها في أوكرانيا، مما أثار مخاوف من تعطّل محتمل في تدفقات التجارة النفطية وخروج بعض الإمدادات من السوق
وقال كارستن فريتش، المحلل في بنك كومرتس: “لا يمكن استبدال إمدادات النفط الروسي بالكامل بأي حال، ولذلك فإن فرض عقوبات فعالة سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط”
من جهتها، قالت مؤسسة جي بي مورغان يوم الخميس إن العقوبات المحتملة التي هدد بها ترامب على الصين والهند بسبب شرائهما للنفط الروسي قد تهدد ما يصل إلى 2.75 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الروسية المنقولة بحرًا. وتعد الصين والهند ثاني وثالث أكبر مستهلكين للنفط عالميًا على التوالي
لكن بعض المحللين أعربوا عن قلقهم من أن الرسوم الأمريكية قد تقيد النمو الاقتصادي من خلال رفع الأسعار، مما قد يؤثر سلبًا على الطلب على النفط
وقد أظهرت بيانات التضخم الصادرة يوم الخميس في الولايات المتحدة – أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستهلك للنفط – إشارات على أن الرسوم الحالية بدأت بالفعل في دفع الأسعار نحو الأعلى