ارتفاع أسعار الذهب مدفوعًا بتراجع مؤشر الدولار وعوائد سندات الخزانة، وسط تفاؤل بشأن إحراز تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا في التعاملات الآسيوية يوم الخميس، لتظل قريبة من مستوياتها القياسية، رغم تصاعد الآمال بشأن التوصل إلى معاهدة سلام بين روسيا وأوكرانيا، مما أثار تحركات متباينة في الأسواق المالية العالمية

أداء الذهب في الأسواق

شهدت تداولات الخميس ارتفاع الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 2918.70 دولار للأوقية، بينما صعدت العقود الآجلة بنسبة 0.6% لتسجل 2947.0 دولار للأوقية بحلول الساعة 23:59 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (04:59 بتوقيت غرينتش). وظلت الأسعار الفورية قريبة من أعلى مستوى قياسي لها عند 2943.25 دولار للأوقية، والذي تم تسجيله في وقت سابق من الأسبوع

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

حصلت أسواق المعادن على دعم رئيسي من ضعف الدولار الأمريكي، الذي تراجع رغم صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لشهر يناير، والتي أظهرت تضخمًا أعلى من المتوقع. وعلى الرغم من أن هذه البيانات حدّت من التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة، إلا أن الذهب ظل محافظًا على مكاسبه، مدعومًا بالمخاوف المتعلقة بالتعريفات التجارية، والتي كانت أحد المحركات الرئيسية لارتفاع أسعاره مؤخرًا

التطورات السياسية وتأثيرها على الأسواق

على الصعيد السياسي، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعربا عن رغبتهما في السلام خلال محادثات منفصلة معه. كما أكد ترامب أنه أصدر توجيهات لكبار المسؤولين الأمريكيين لبدء محادثات سلام. جاء ذلك عقب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث التي أفادت بأن أوكرانيا لم تعد تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما لن تحاول استعادة جميع الأراضي التي سيطرت عليها روسيا

كان سعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت روسيا إلى شن الحرب في عام 2022، ومع دخول النزاع عامه الرابع في أواخر فبراير، أدت هذه التطورات إلى ارتفاع واسع النطاق في الأسواق المالية. وعلى الرغم من أن تحسن شهية المخاطرة قد يضعف الإقبال على الملاذات الآمنة، إلا أن الذهب استمر في تحقيق مكاسب، مدعومًا بعوامل عدم اليقين الأخرى، وخاصة تلك المتعلقة بأسعار الفائدة والتعريفات الجمركية

التوقعات المستقبلية لسعر الفائدة وتأثيرها على الذهب

لا تزال الأسواق تترقب تطورات أسعار الفائدة الأمريكية، خاصة بعد صدور بيانات تضخم أقوى من المتوقع لشهر يناير، والتي دفعت رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى التأكيد على أن البنك المركزي سيظل حذرًا في اتخاذ قرارات خفض الفائدة. كما أشار باول إلى أن قوة الاقتصاد الأمريكي تمنح الاحتياطي الفيدرالي مجالًا لمزيد من التريث قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بالفائدة، مما يبقي الأسواق في حالة ترقب ويؤثر على تحركات الذهب