أسعار النفط تُنهي تداولاتها على ارتفاع وسط تعثر المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران وتحديات اقتصادية
شارك
ارتفاع طفيف في أسعار النفط مع انطلاق تداولات الأسبوع وسط توترات سياسية واقتصادية
سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعًا طفيفًا في مستهل تداولات الأسبوع يوم أمس الاثنين، وسط تصاعد حالة الترقب في الأسواق نتيجة تعثر المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، وهي التطورات التي حدّت من التأثير السلبي الناجم عن خفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من قبل وكالة “موديز”
أداء الأسواق النفطية
أنهت العقود الآجلة لخام برنت جلسة أمس على ارتفاع طفيف بمقدار 13 سنتًا، أي ما يعادل 0.2%، لتغلق عند مستوى 65.54 دولارًا للبرميل. في المقابل، صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 20 سنتًا أو بنسبة 0.32%، مغلقًا عند 62.69 دولارًا للبرميل. ويُشار إلى أن كلا الخامين سجّلا مكاسب تجاوزت 1% خلال الأسبوع السابق
عوامل الضغط والدعم في السوق
مارس خفض التصنيف الائتماني الأمريكي ضغوطًا على أسعار النفط، إذ أعاد إلى الواجهة تساؤلات بشأن متانة الاقتصاد الأمريكي، الذي يُعد أكبر مستهلك للطاقة في العالم. كما جاءت البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين – أكبر مستورد للنفط عالميًا – دون التوقعات، مما أضعف معنويات المستثمرين، خاصة بعد تسجيل تراجع في أرقام الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة
وفي هذا السياق، قال جيوفاني ستاونوفو، المحلل لدى “يو بي إس”: “البيانات الضعيفة من الصين لا تمثل دعمًا لأسعار النفط، رغم أن تأثيرها لا يزال محدودًا في الوقت الراهن”
من جهة أخرى، زادت حالة التوتر التجاري بين واشنطن وشركائها العالميين من الضغوط على السوق، بعد تصريحات وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، الذي أكد أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم تنفيذ التعريفات الجمركية التي لوّح بها الشهر الماضي، ما لم تُبدِ الأطراف الأخرى جدية في المفاوضات
تطورات جيوسياسية تؤثر في المشهد النفطي
تشهد أسعار النفط حالة من التذبذب في الأجل القصير، وسط ترقّب نتائج المحادثات النووية الإيرانية، وتطورات العلاقات التجارية الأمريكية، إلى جانب الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
وفي هذا الإطار، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى استعداد موسكو للعمل مع كييف على مذكرة تفاهم تمهيدًا لاتفاق سلام محتمل، مؤكدًا أن “المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح”. وقد توقّع المحلل كيلدوف أن يؤدي إنهاء الحرب إلى زيادة محتملة في صادرات النفط الروسية، ما قد يشكّل ضغطًا هبوطيًا على أسعار الخام عالميًا
تعثر الملف النووي الإيراني يُربك السوق
سياسيًا، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن نائب وزير الخارجية مجيد تخت روانجي تأكيده أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة “لن تُفضي إلى نتائج ملموسة إذا استمرت واشنطن في الإصرار على وقف تخصيب اليورانيوم”
وأضاف روانجي أن “هذا الموقف الإيراني قلّل من فرص التوصل إلى اتفاق كان من شأنه تخفيف العقوبات الأمريكية وفتح المجال أمام طهران لزيادة صادراتها النفطية بنحو 300 إلى 400 ألف برميل يوميًا”. وتابع: “هذا السيناريو بات حاليًا غير مرجّح إلى حد كبير